كُنّـا قِصارَ الأماني في طفولتِنا
أحلامُنا عند بابِ الدارِ تنقطعُ
نصوغ من فرحةِ الجيرانِ فرحتَنا
وعند جدرانِهِمْ بالحُبِّ نجتمعُ
كأنّنا وزوايا الحيِّ تجمعُنا
سحائبٌ في المدىٰ تبدو وتنقشعُ
يمضي بنا الوقتُ لاندريْ بدورتِهِ
لأنّـنا إن أردنا الوقتَ نخترعُ
وإن عكَفْنـا لحلّ الواجباتِ بدا
صوتُ الكراريسِ في الأنحاءِ يرتفعُ
وإن دَلَفنا مع الإصباحِ ودّعَنا
صوتٌ يُـردِّدُ يا أحبابُ لاتقعوا
وإن خرجنا تسابقَنا كعادتِنا
وإن وصلنا بحُضنِ الأمِّ نضطجعُ
وإن أتانا كلامٌ عكس رغبتِنا
نبقى عليه زماناً ثم نبتدعُ
وإن غضِبنا رحلْنا عن أماكنِنا
وإن رضينا بنصفِ العُذرِ نقتنعُ
مشبّعونَ من الإحساسِ ، بهجتُنا
لو لامستْ حيّزاً للضِّيقِ يتّسِعُ
كنّا كأسرابِ طيرٍ في علاقتِنا
والطَّيرُ للطيرِ في الآفاقِ يندفِعُ
مّرَّ الزمانُ سريعًا ثم دحرَجَنا
إلىٰ حياةٍ بها الأشواقُ تنصدِعُ
حتى كبِرْنا وألهتْنـا مصالِحُنَا
وصار وقتُ اللِّقا إنْ جاءتِ الجُمَعُ