..............
وَلعَلّ بعضَ المدحِ ذمٌ إن أتىٰ
يحوي صفاتا جلهن رياءُ
وَلعَلّ كفؤاً للمدِيحِ مغيبٌ
قد ناله من قومه الإقصَاءُ
لاَ يعَرفون مقامه أو قدره
إلا إذا طالتهمُ البلواءُ
حقاً سيُعطى كل قدر حينها
كَالبدرِ يرجي نوره الوضاء
ذاك الذي يرقى القصِيد بمدحه
ولمثله يُستنفر الشعراء
ذاك الذي للمدح أهلً لآئق
ولمثله يتسابق الفصحاءُ
تاهت معايير الأنام بعصرنا
وتسيَّد البلهاء والسفهاءُ
عند الشدائدِ والمواقِفُ يُجتلى
أهلُ الوفَا والهِمةُ الشَمآءُ
يَامَن تكِيلون المدآئح أقصِروا
فالمدح في أهل الغباء غباءُ
إنَّ الأنام معادن في طبعهم
وكثيرهم ببريقه صداء
وقليلهم ذهبٌ بدا متلألئاً
وله بريق آسر وبهاء
فإذا ابتدرتم بالمديح فأنصفوا
فالناس ليسوا في الصفات سواءُ
ولتنظموا قولا ومدحا صادقا
في وصف من يزهوا به الاطراءُ
...........