رمضانُ يابشرايَ حلّ ببابِ
أهلا بضيفِ نوائلٍ وثوابِ
حُيّتَ ياخيرَ الشُّهورِ بأرضِنا
تهدي القلوبَ إلى معينِ صوابِ
يا أيّها الشّهرُ الكريمُ مقامهُ
يامن خُصِصْت َ بنفحِ خيرِ جنابِ
ياقوم أقبلَ من تتوقُ نفوسُنا
لعناقِهِ من بعدِ طولِ غيابِ
بهِ ليلةُ القدْرِ التي من فضلِها
وفدُ السماءِ أتى بخير ركابِ
نزل الرسولُ إلى الصفيِّ محمدٍ
بشرائعٍ مكنونةٍ بكتابِ
حملَ الفضالَ إلى العبادِ لتكتسي
من فضلِ ربٍّ مُنْعِمٍ وهّابِ
سكبَ الضّياءَ على مآذنِ روحِنا
الكُلُّ عنّ بنظرةٍ ورقابِ
في كل فجٍّ يستنيرُ بنورهِ
أهل النُّهَى وطلائعُ الألبابِ
أعطوا الصلاةَ مكانةً بنفوسِهِمْ
فوقاهُمُ الرحمانُ شرَّ عذابِ
تتضرّعُ الرّاحاتُ مثل سنابلٍ
والكتف لامسَ أُلْفةَ الأحبابِ
رفعوا الأكفَّ إلى السماءِ تضرُّعا
نحو الإلهِ تمدُّ بالأسبابِ
تخشى الوقوفَ على منابرِ عدلهِ
يوم المتونِ تهزّ نحو حسابِ
وتحنُّ للرّحَمَاتِ مُهجَةُ صائمٍ
وإذا الرحيمُ يرِقُّ للطلّابِ
عزّتْ نفوسُ العارفين بفضلهِ
كم لذّةٍ لتلاوةِ الأوّابِ
صرفوا القلوبَ إلى محاريب الهُدى
ومضُ الدعاء يسيرُ دون حجابِ
نالوا رضا الرحمانِ جلَّ جلالهُ
خصّ العبادَ بنفح طيبِ جوابِ
تسري نسائمُ عفوهِ من فوقِهِمْ
تُزْجي بعفوٍ مثل غوثِ سحابِ
يستقبلُ الرّيانُ خير ضيوفِهِ
من بعدِ عتقِ الغافرِ التّوابِ
رمضانُ ويحَ قلوبِنا إن فاتها
صومٌ قيامٌ واجتنابُ عِقابِ
عشرٌ بآخره تكامل عقدُها
بنزولِ قولِ الله خيرُ كتابِ
وبليلة القدر الملائكُ أُنزِلتْ
بضياءِ ربٍّ وانثيالِ ثوابِ
بخواتمِ الشهر العظيم تفتّحت
كل السماءِ بأعظمِ الأبوابِ
أرأيت أعظم أو أجلَّ من الذي
عند الرحيلِ يفيضُ بالأطيابِ