أيها الأصدقاء أنتم شموع الحب
من ضوء من طيب وبخور أنتم
شموع من عطر ودفء
في ليالي الشتاء الباردة الطويلة
تفوح من اسماءئهم رأئحة الارض
الزكية
تعطر المكان والزوايا والحياة
في غدوهم ورواحهم
تولد الدنيا من اصواتهم
والكلمات الحلوة من شفاهم
وهم ينثرون الحب والنور في الدروب
وينشرون البهجة في كل مكان
هم النهار أن أتى
وهم الصبح أن أسفر
هم الغيوم تمطر الانس والأحلام والأمل
هم الفرح الوردي أن حضر
والشمس أن أشرقت على الارض
والاشجار وارفة الظلال كثيرة الثمر والالوان
هم البحر في زرقته وتموجه والمدن الكبيرة
في ضجيج شوارعها وصخب اسواقها
الأصدقاء وما ادراك ما الأصدقاء
ضحك ولعب وجد وأنس وحياة كاملة
وما الدنيا دون أصدقاء سوى سراب مخيف
فانتازيا سوداء حاضر بلا غد أيام لا معنى لها
صحاري يكتنفها العطش والصمت والموت
مدن من الاحزان والبكاء والدموع والوجع
بلاد من الخوف كهوف معتمة مظلمة مخيفة
وحشة قلق وحده كسل في الأيام والوقت
مرض صداع عزلة حزن غربة
فراغ في الذاكرة
فراغ في الوقت
فراغ في الأيام فراغ في العمر
دون أصدقاء
العالم صقيع والدنيا شتاء والعمر خريف
الارض عطشى والاشجار أوراق يابسة
والسماء بلا غيوم
دون أصدقاء
لا ربيع ياتي ولا فصول
تتعاقب و تدور تدور
الكون كله بلا نجوم ولا أفلاك ولا مدارات
الأصدقاء هم الكتب
هم الحروف والكلمات
هم الأشعار والقصائد
هم القصص والحكايات
هم الفرح هم الأحلام هم كل أيامنا الحلوة
هم نسق مختلف
ممرات مختزلة في ذاكراة الحنين
ذاكرة الأرض
وردة تزرع عطرها للريح
كل صباح كل مساء
رياحين عطرية مزروعة في حدائق الروح
غياب
حضور
عطش
جوع
ارتواء
طيف
صحبة بلاد
هذيان
وطن
نداء فرح نشوة
لذة
صدى
ولادة عبور
جسر
مسافة
صبا
حكاية حب تؤلفنا كأغنية عند مفترق الطرق
الأصدقاء هم
المطر الذي يهطل في عروق أيامنا دون توقف
وما نحن بلا أصدقاء سوى سفن بلا أشرعة
عصافير بلا أجنحة
أرض بلا زرع
جسد بلا روح .. روح بلا جسد
قلب بلا نبض .. نبض بلا جسد
يدا بلا أصابع .. أصابع بلا يد
فحافظو على أصدقائكم كي يمر النهار دون
عناء
وتمضي الحياة بسلام وهناء ومسرات وسعادة
فالأصدقاء بلسم الحياة وجسدها ورأسها أيضا
والأصدقاء هم الشموع التي تضي لنا كل مساء
عتمة ارواحنا في أسفارها الموحشة