* ... مدخل ...*
انطلاقه روح ...نقطة من حبر تتمرد على ذاتها ...
وتنتثر فوق أنين منبعث ...
برودةٌ تغزوني ...
سكون يلجمني ...
وصرخات ممزقة تعلو ...
خلف أصوات الضباب ...
أأتبعها أم صدى آهاتي يصلها ...؟
أكــــــــــــاد أن أُلبس اصبعي سكيناً ...
يمزق أجزاء جسدي ...
ليسقط كبقع فوق رمال ...
أوجعتها دمائي المتساقطة ...
وأبكتها صرخاتي الصامتة وسط ...
اعتصار قلبٍ أصبحت شرايينه ...
كـحبالٍ عصفت بها رياح الذكريات ...
المظلمه بين دهاليز عُتّقت بالألم ...
وأبقت آثارها نزفاً نُحت ...
على مفارق الهوى ...
وأبقاه طفلاً تاه وسط زحام البشر ...
فهناك من يسكت بكاءه ...
بقطع من السكر يتذوقه سرعان ما تذوب قطعه ...
وتتلاشى ...
ويعود البرد فـيمزقه ...
وآخر يقعدهُ على عتبة لـيسكن دمعه ...
بتدوير شريط الذكريات لعله يعود من حيث أتى ...
ولم يدركوا أن افتقارهُ إلى حضنٍ ...
فاض الدفء والحنان منه ولكنه رحل ...
فيعود البرد يمزقه ...
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ...
وبكِ أكون ...
آلام...لا تنتهي ...
ونزفٌ....لا ينقطع ...
وأوجاع تُخاط بـإبرٍ...من نسيج أسود ...
كدماء قلبي المعتصر ...
فقد رحل نبضه وسكنتهُ ...
أشباح الذكرى خلف أبواب ...
تطرق لتفتح ضجيج أصوات ...
عبثت بذاكرتي ومحت بداخلي ...
إحساس الحياة ...
وأبقتني جثة يحملها قلبٌ ممزقٌ من الهوى ...
أم قلبٌ تساقطت أوراقهُ كصفحات ...
كُتب عليها بأحبرٍ من نزفهِ ...
وتركتهُ بقعةً لا تندثر ...
لتبقى أوجاعي معلقة ...
فوق رمال تتطاير ذراتها فتعلق بدمائي ...
وتسطر فوقها قلباً كان هنا ...
ورحل بعد أن قيدتهُ حبال الألم ...
فحملته إلى ذاك المرفأ ...
القادمة أمواجهُ برنين صوتها ...
المنبعث من احتضان البحر ...
لهدبها ...
وهي تعلو صرخاتها ...
نداءً لحروفي الصامتة ...
التي تتسائل ...
بداخلها المنتظر ...
إلى أي مدى سيسترق البصر ...؟
وإلى أي ميناء ستحمل زوارقي المنهكة من الصبر ...؟
وهل ألقت بـحطامها على مرفأ ماؤه عكر...؟
وجسدي المنهك من الألم ...
ينتظر فقط أن تصلهُ قطرة من دمها ...
فقد أعياهُ حقنها وبقى متنملاً ...
فصمتُّ أمامه وأنا أحمل كأسي بيدي ...
وأنزل أطراف قدمي لتتلاقى بهِ ...
وأتساءل بداخلي الموشح بالصمت المعتم ...
أيمكن أن تلامس أطرافي تلك المياه ...؟
مكثت كثيراً أنتظر وأنتظر ...
أن تدنو مني تلك المياه ولكنها أبت ...
فألقيت بحجرٍ ربما يصل إلى ذاك المدى المسترق من بصري ...
ولكنى لا أرى سوى تردد الماء يتسع شيئاً فشيئاً ...
ومازلت أتحسس وصولها ولكنها أبت ...
وما زلتُ ألقي بتلك الحجارة ...
وهي تتسع ولم ألمس إحساسها ...
إلا عندما تذوقت طعم عّكر الماء بفمي ...
فأدركت حينها ...
أن وابلاً من الذكريات فاض من كأسي ...
وأغرق ماء البحر ...
فحمل إلي أشلاءً من زوارقي ...
التي أغرقتها منذ أعوام بقاع البحر ...
ولم أدرك أن حجار ذكرياتي التي ألقيتها ...
ستعُيد ماضياً أغرق ولكن بقت أطراف أقدامهِ ...
تتدلى كلما حملت كأسي بين يدي ...
أرتشف منه ماءً أشد ملوحة من البحر ...
لتقتل بداخلي كل نبض للحياة ...
قد راودهُ فكر الرجوع إلى نصوص ...
نسجت حروفها بأوتار نبضٍ ...
أعاد رسم الحروف ونداها ...
وتسكب على أسطرها من كأسي ...
الممتلئة بقطعٍ من السكر من دمها ...
لتنملها كما تنمل جسدي بها ...فأنا رجلٌ أحقن دمي ...
بإبرٍ من الأنسولين ...
لـتستسقي شراييني وأجزاء ...
جسدي بدمها ..
فإبرها أحيته ...
ولكن تكسرت وتناثرت ...
وبقت ملتصقة بحطام زوارقي ...
لتحملها الأمواج من بحرٍ إلى بحر ...
لربما تغسلها من بقايا الألم الموجوع ...
ولكن أبى عّكرها أن يزول ...
وبقيت أنا أبحث عن بقايا ...
من قطرات الأنسولين ...
المعبق بدمها لعلها ...
تسكن ما تبقى من أجزاء ...
جسدي لينبض ...
بحبها الغارق في قيعان البحار ...
فلا تعُيده إلا حجارة ألقتها ...
ذاكرتي ومرفأ يحمل بقايا ...
رجلٍ يحمل كأساً وإبراً ... من دمها ...
ولا يهمني لون البحر في العيون ...
أسوداً كان أم أزرق ...
فعيون حبيبتي هي البحر ...
الذي يستوعب كل البشر ...
نعم مررت بألف مـلاك ...
وألف فتاة ...
لكن قلبي لا يشع فيه ...
إلا ملاك واحد ونـور ...
فهى جرعات الأنسولين فى دمى ...
لكي أحيا وأموت فى حبها ...
* ... مخرج ... *
أما آن للروح أن تستريح هنا ...؟
تعاد النقطة المنسكبة من الحبر إلى فوه القلم ...؟