مرحباً بأصدقاء الأدب والكُتب, هنا ملتقى الأدباء ومجلة الكُتاب العظماء, هنا حيث ننثر من ربيع الكلمات مطراً .. أهلاً بكم
بقي على زواجهما أياما معدودة..
شاب لايرفض مقدما قلبه مهرا ..
ترك ملف أوراقه الشخصية بالسيارة..
أخذت تعبث بالأوراق لحين عودته وهو يبادلها جسرا من نظرات الحب و الوله..
مالبثت أن تحولت عيناها إلى بركتي دمع..
عاد وجرحت سمعه و قلبه بسكين :
“لقيط؟؟ لم كذبت وخبأت الحقيقة ؟”
فرت دمعة من عينه :
” لأربعة : أحبك وأثق في إنصافك ولكوني غرس مثمر وإن تاه جذره عمقا ..”
اختنق صوته وهي تقفز من السيارة و تبتعد :
” وحتى لا تعدميني رحيلاً “
غمَرَتها بلطفِ ذراعيها حتى اشتدت ذراعاها..
علّمتها كيف ترفرف وتعلو..
حلَّقتْ و سَمتْ..
وحينها أفلتتْ يدها فوقعتْ في جرفِ وادٍ سحيق..
هبطتْ بها في
دار المُسنّات.
رمقها عن بُعْدٍ قمحية ، رشيقةً، تتربع على صخرة بلوريَّة بشاطئ رماله فضيّة ، مصوبة عينيها تجاه يم لها معه ثأر؛ تحملق بعيدًا؛ تجترُّ مرارة ذكرىً جلادُها لن تناله عقوبة؛ عبثَا حاول بإشارات أن تلتفت نحوه، توقف خشية أن يفسدَ خلوتَها ؛ معوّلًا على أمواج تحرِّض جفونها ، تحبس تأوهاتها المنكسرة..
اقتربَ مع مقدم موج لطيف ؛توّج سنامه شيءٌ لم يتبيَّن كنهَه، خمّنهُ قطعة خشبية منسيَّة؛ اقترب الموج أكثر ؛ كاد أن يحتضنها، لفظ مغلفًا واجهته زجاجية بحجم كف وليد ؛ سكن حجرها؛ تمتمَ مستفسرًا … تنهدت بعمق خشيَ أن تلفظ معه أنفاسَها ، أخيرًا كسرت صومها ، انبأتُهُ : “بداخل هذه القلادة …صورة ابني الوحيد , حمله والدُه على كتفه في هذا اليم فاختطفه ووالده موجٌ لئيم ، وقد استحوذ عليَّ حينها تبلدٌ غريب من هول الحدث
منذ خمس سنين انتظرهما على هذا الشاطئ، فيما أهلي ما انفكوا يحاولون أن اقبل من ترددوا يطلبون يدي؛ لسان حالهم … لعلي أُرْزَقُ بطفلٍ يئدُ حزني ويبلسم وحدتي ، جوابي الحاضر ظل وسيظل، سؤالي الأبدي : أتضمنون أن ألدَ شبيهًا لولدي؛ أحضروا والده .
قصة قصيرة
كانت وماتزال قريبتها التي مافتئت تتمنى لها الخير ، وتدعو بأن يهدي الله لها زوجها وأبناءها، كانت بدورها ترد على قريبتها بذات الدعاء، وتكن لها ذات المشاعر، من مودة قُرْبَى ، وصلة رحم ، ذات مساء خفتتها عبر اتصال قصير متسائلة هل يزورك زوجك ؟! لا. لمَ؟ هجرني منذ أعوام عديدة وأظنك تعرفين جيدا الحكاية كلها! سكتت لبرهة، ثم قالت : إمممم عوضك الله خيراً، لا تبتئسي ، قالت : نسيته تماماً! وهل بعد تلك الأعوام من بؤس أشد مما مضى ؟! عاجلتها قريبتها لا تدعِ عليه فلعل الله يهديه يوماً ويرجع إليك ولأبنائه ، تنهدت بأسىً منهيةً المكالمة ،مضت سنتان على مكالمتهما تلك ، وفي بداية العام الثالث عرفت تلك القريبة بأن المهجورة قد رفعت دعوى نفقة على زوجها الغائب ، اتصلت لتوبخها ، وتكيل لها النصائح بحدة ، وبصوت غليظ قالت: كيف تجرؤين على رفع دعوى نفقة ضد زوجك ألا تخجلين من صنيع كهذا ؟! أجابتها” ماشأنك به ؟! هل يهمك أمره ؟! هل هو ابنك أم أخاك ؟! أجابت هو قريبي مثلك تماماً ويهمني سمعة عائلتيكما .. قالت : وهل كان يهمك وضعي المادي أنا وابنائي طيلة تلك السنوات الماضية وإلى الآن ؟! سكتت ، وبعد ثوانٍ أردفت إذا كنت تريدين الطلاق فسيطلقك وسأسعى معك لتحصلين على مخصصاتٍ مالية من الضمان الإجتماعي.. وعلى فكرة والدته يرحمها الله تعالى كانت قد أوصتني به خيراً .. نهرتها الأخيرة” نعم.. نعم !!! .. ماذا قلت؟! وهل هو مريض عقلياً حتى توصيك والدته به خيرا؟! وأين هن شقيقاته الأقرب إليه منك وأشقاؤه وأبناؤه ؟! ثم من قال لك أريد الطلاق ؟! ذُهلت الأخرى على الطرف الآخر محوقلة بصوت متهدج من الخوف ، ومتمتمة بكلمات انفلتت منها كالبرق الخاطف .. أسمعي قد بحثت له عن زوجة غيرك … وزواجه سيكون قريباً ! قالت المهجورة: منّك لله .. عرفت الآن سبب الهجران أيتها الغادرة …