مرحباً بأصدقاء الأدب والكُتب, هنا ملتقى الأدباء ومجلة الكُتاب العظماء, هنا حيث ننثر من ربيع الكلمات مطراً .. أهلاً بكم
أرى البحرَ في عينيِكِ
أجِدُ الشروقَ
والنارُ متوقدةٌ على الجبين
يالهفةَ المشتاقِ أنا
أين الطريقُ إلى خصركِ
وماذا بعد الطريق؟
كم لي أنا في انتظارِ يوم الحصادِ
حين تُثمرُ حديقةُ المحبوبِ
هذا الجنونُ المُثارُ في احمرارِ رمانةِ الأشجارِ
ينتظرُ القِطاف
هذا العنفوانُ في انتصابِ السنديانِ
هذي الظِلالُ دافئةٌ في حضنِ الحنين
أنى اتجه في أردافهِ الحراء يشُدُّ وثاقَ قلبي بلا حِراك
ورأيتُ دفتينِ تُجدفانِ في بحرٍ متلاطمِ الأمواجِ
وتسألتُ حينها
أين يستقرُ قلبي في أي الجهات؟!!
هل فارق طول قامتي عن طلاب الفصل أخرني وأخر امنياتي ؟!منذ أن كنت طفلا صغيرا.
في الصف الثالث الإبتدائي، أجلس قصرًا في المقاعد الخلفية، لأن قامتي أطول قليلا من بعض زملائي في الفصل، على بعد عشر طاولات عن السبورة . لا أرى جيدا ما يكتب عليها، ولا أسمع بدقة مايقوله الأستاذ وسط لغط طلبة لا يتحكمون بأفواههم وحدة أصواتهم النشاز وهم يضجون في صوت واحد:أنا ..أنا. يتسنج إصبعي المرفوع دون أن يراه أحد. حتى شعرت إنني خارج دائرة الأسئلة
في أحد الأيام طرح علينا الأستاذ سؤالا بعد أن طلب من الجميع الهدوء وجه السؤال نحوي مباشرة فرحت وجميع الرؤوس تتوجه نحوي:
– ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟
رغم انني سمعته في الصف الأول والثاني مما يضطرني لتكرار الإجابة مع إضافة جديدة؛ في الصف الأول تمنيت أن أكون شيخًا للجامع، فقد كانت أمي تدعو لي عقب كل صلاة بذلك .
وفي الصف الثاني زدت واحدة: أن أحج بوالدتي إلى مكة لأنها تدعو الله بعد أن أنضم لها الخيط في إبرة المكينة التي تخيط عليها ملابسنا وملابس جاراتها وبناتهن مقابل أجر زهيد تقضي به احتياجاتنا بعد وفاة والدي وسعيها علينا.
وفي الصف الثالث زدت أمنية ثالثة : أن أتزوج منيرة بنت الجيران! ففي كل مرة تأتي الينا لتقيس فستانها الجديد،اسمع والدتي تقول “جعلك الله من نصيب سالم”،
كانت تضحك وتحمر وجنتاها وأنا كالأبله لا استوعب معنى الكلمة حتى أخبرتني أمي أنها تتمنى أن تكون زوجة لي عندما أكبر.
وفي كل عام : يلقي علينا استاذ آخر نفس السؤال وفي كل مرة أزيد أمنية حتى تكدست الأماني في عقلي وحالت بيني وبين إكمال دراستي.
كنت أرسب وأعيد الصف أكثر من سنه وأغرق في حلم كبير يحمل أمنيات كثيرة في زورق خيال معطل على ناصية وقت مجنون يرحل سريعا دون أن أستطيع التجديف في أمواجه العالية.
لا أدري ! متى نمى لي شنب كثيف غطى شفتي العليا؟ ومتى كَفَّ بصر أمي ؟ قبل أن أحج بها أو أصبح شيخًا .
خذلتني الأيام وسارت الركبان، أيضًا أخوتي كبروا، وتبدلت أحوالهم .
بالأمس أتى أخي الأوسط وأخذ أمي للحج وأخبرني أنها لن تعود هنا، ستبقى عنده حتى يعتني بها أكثر .
أختى سعاد أصبحت ممرضة ولديها ثلاثة أطفال لم تحلم بهم .
وأخي الأكبر دخل ابنه الكلية العسكرية لم يتمنى ذلك يوما ما . أما أنا ! فمازلت اجتر بقية أمنيات متسربه؛أجلس على عتبة منزلنا الخالي من كل شيء! والقي بالحجارة نحو ظل زوج منيرة عندما يمر بي.
أن تحيا على أمل اللقاء
وتوقد الشموع كل لحظة
كأن تلك اللحظة ألف ليله
تمنى النفس في قدومه
وترسم الأفراح في حضوره
تعيش تتأمل الثواني
تسرح بهمساته
وروعة احتوائه
كأجمل الأحلام في حياتك
تعايش الأشواق في انتظاره
وتلملم المشاعر في رضائه
تنسق الكلمات في بهائه
وفجأة …
ياأتيك إعتذاره .
****
دُونَ عِلْمِي عَانقَ الآه سبيلِي
عَانَقَ كُلُّ اِنْحِدَارَاتِي
دُونَ عِلْمِي
أُقَاسمُ اللَّيْلَ حزنِي وَبُكَائِي وَاِنْعِقَادَ زَمَانَِي
وَتَأْنُّ حَسْرَةُ اللَّيْلِ بِبُعْدٍ
وَتَهْذِي الْأُخْرَى باِرْتِعَاشَاتِي
دُونَ عِلْمِي
زَاغَ طَيْفُ الأمنياتِ وَدَهَاليزُ صَمْتٍ مُسْتَبَاحِ
وَأَلفُ صُورَةٍ تَحْكِي قَهْرَ النَّادِبَاتِ
الْأُخْرَيَاتِ الْعَادِيَّاتِ
وَأَنَا هُنَا دُوني وأَقْضِي شَأْنَ الْأُمْنِيَّاتِ
فِي صِرَاعٍ بَيْنَ خُذْ هَذَا وهات
وَعَرَاقِيل الْحَظِّ تدنو
من قَضَّ الْخَافِيَاتِ
كُلُّ هَذَا دُونَ عِلْمِيٍّ
وَالرَّبُّ فَوْقَ الرَّاجِيَاتِ