تسلقنا سور أحد البساتين في طرف القرية. اصطدنا طيور القمري، وقطفنا ثمار التين.
ظللنا نسبح في البركة العميقة حتى الغروب.
فضح الحارس أمرنا، وهددنا بالشكوى لأهالينا.
عدنا بعد حلول الظلام بأجساد متعبة يغطيها الخوف.
مع دخول أصدقائي لبيوتهم، نازعتني فكرة الجحود بأني كنت معهم.
عليّ أن أختفي أولا حتى تجف ملابسي.
بحثتُ عن أكثر الزوايا عتمة، مكان مهجور مجاور لمنزلنا.
لمحتُ شخصين يقتربان،جثمتُ أرقبهما.
بدا كل منهما مرتاباً، يتلفت يمنة ويسرة.
بيد أحدهما مصباحٌ يدويٌّ... كان أبي!.
دخلا معاً قبوا مقفلاً.
خرج أبي أولاً، قبض الثمن ثم مضى بحذر يمشط الطريق. تبعه الآخر يعتل صندوقاً!.
حين دخلتُ المنزل،ذهبت من فوري لغرفتي، أتدثر من بردٍ ينخر عظامي...!