حربهم علينا في اللغة والدين (2-3)
ونفرح بموتهم.
تحدثت في الحلقة السابقة "حربهم علينا في اللغة والدين (1-3)،
فقلت: بنا ننظر إلى بعض مصطلحات ديننا، ولنر هل نحن ندين بدين الله، أم أنا سُرقنا ديننا، وأبدلنا مكانه دينا هو الإنسانية برؤية أعداء الله، ممن يبيحون الزنا واللواط، والسحاق، باسم الحرية الشخصية، ويشرعون له التشريعات التي تحميه إفسادا للناس. دين الإنسانية الذي ينكرون فيه كل دين إلا ما يرونه هم على نقص عقولهم وسف آرائهم.
دين الإنسانية الذي هو التحلل من كل معتقد في أي دين، بل وتأويل أقوال الرسائل السماوية، والآيات القرآنية بعيدا عن مواقفها وأسباب نزولها، ليتم لهم تأويلها وفق إرادتهم حجة على الدين الإسلامي.
دين الإنسانية هذا لا يؤمن بالسنة التي هي تأويل القرآن كما يجب أن يكون، فيؤولون القرآن وفق فهمهم القاصر، لينالوا منه.
والأدهى: أن يقنعوا الناشئة، ومغروري العلم بصحة دعوى دين الإنسانية الذي يدعون فيه الاهتمام بالإنسان، وهم أعداؤه:
بنا ننظر إلى معانٍ ثلاثة:
- الدين.
- الإسلام.
- العقيدة.
ثم لنحكم إن كنا على دين وإسلام وعقيدة، أم أنا نخوض مع الخائضين؟
لننظر إلى كلمة الإسلام:
الإسلام:
يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي، في تفسير الشعراوي، في معنى الإسلام: "...الإسلام هو ذلك الانقياد الذي يختاره الإنسان لنفسه ليكون منسجما مع نفسه في الإسلام لله".
أقول: فإذا اختار الإنسان الإسلام، وجب عليه الانقياد، والطاعة، والانصياع لأوامر الله تعالى والقيام بالفروض المفروضة عليه،
ولا يصح قول بعضهم،
"أنا مسلم فعليا ما بالشعارات"
لأن هذا يعني التنصل من الفرائض، كأركان الإسلام الفعلية:
فالإسلام كما جاء في الحديث: "الإسلام:
1- أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله،
وهذا قول يعتقده الإنسان، ويقر في قلبه جازما:
2- وتقيم الصلاة،
وهذا الركن منكرٌ عند بعض المتأخرين، من أمثال محمود محمد طه، ومن لف لفه.
3- وتؤتي الزكاة.
4- وتصوم رمضان.
5- وتحج البيت.
أصحاب الدين الجديد يقولون أن الحج عادة وثنية، ليتنصلوا منه.
عموما، الإسلام اختيار، فمن اختار الإسلام، وجب عليه الانصياع، والانقياد لأوامر الله تعالى، وإلا فليعبد ما شاء، دون محاولة إفساد الإسلام، فهذا هو النفاق.
هاكم ما تقوله نوال السعداوي:
"مش مهم العبادات، يعني مش مهم انني اصلي واصوم واروح الحج، المهم سلوكي إيه!"
المصيبة ليست في أن أحدهم يرفض الإسلام، المصيبة في أنهم يجرون الناس للتخلي عن الإسلام، ويهدونهم إلى العمى، ويقاتلون من أجل ذلك، والمصيبة.
- هناك من المسلمين من يدافع عن الداعين إلى هدم الإسلام.
- هناك من يتخذهم قدوة، ويعتد بهم، ويعجب، وهم طبول فارغة.
- هناك من يشفق عليهم، بعد موتهم، متجاهلا ما أتوه كل عمرهم هدما لهذا الدين.
- إن كنا سنسامح كل من يموت، لأنه مثل بين يدي ربه، ونسكت عن جعله أيقونة، وهو الداعي إلى الباطل، المحاول هدم عرى الإسلام، فأولى بنا ألا نكون مسلمين. لأن في هذا مدعاة للتطاول على ديننا، ومعتقدنا الذي اخترنا.
أخيرا، الذين يقولون لا تفرحوا بموت فلان وعلان، ممن أظهر العداء والاستهزاء بدين الله، جل عمره أقول لهم:
ونفرح بموتهم.
لأنهم أعداء الله، حاربوا الإسلام، وأهله، ونرفض أن يتخذوا قدوة، وهم أهل الضلال والباطل.
" الم ، غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم". [سورة الروم: 1-5].