لا تستدر ان طاف كل العابرين بأجرة قبل العناقات الأخيرة ،
و نبشت صندوق المكان وراءهم فسمعت قهقهة الفراغ ،
فما هنالك صوت من أحببت يغوي مسمعيك و لا المذاق المستساغ ،
اضحك على ضحك الفراغ و قل له :
لا خط .. لكن نقطة ملحية ستذوب في ماء الأبد ،
هذا الزجاج المعتم المابين روحك و الجسد ..
هذا الزجاج المعتم المابين .. لا .. أين الزجاج ؟!
و هذه البوم التي تغزو صباحي كالدجاج ؟!
الكمنجات التي من وحي باخ رؤية أخرى لأصوات النحيب ،
القرب و البُعد اللذان تصاهرا تواً يقولان القريب غدى بعيداً ، و البعيد غدى قريب ..
لا تستدر ،
فالضوء و الضحك المزمجر في الفراغ فواسقٌ فتبين الخبر الصحيح ،
هي نزهة مأجورةٌ سيخوضها الماضون في عنق الزجاج ، فيُقلبون مع الرمال
خذ فسحةً نفسيةً ، و ارقب رجوع السالفين الى الجنوب ..
من الشمال ..!
*****
هو كل شيء بكل شيء تارةً
هو كل شيء و ليس شيئا تارةً
الأمر أنك لو تركت يد الطريق مقرّباً كتف العراء
كمن رأى في النوم أن فراشه الأرض السخيفة نفسها ، فاختار حُلُماً أوسعاً ،
و استبدل الأرض السخيفة بالسماء ..
الأمر كل الأمر أنك لو بحث بيومك العاديّ عن اسكندرٍ ، و فهمت أن الوقت ليس معلقاً بيد الجدار ،
و قلت :
ما من ساعة ، لكن صليب مستدار ..
و مال ناظرك البعيد مسافةً انشيّةً ، فمن اليمين الى اليسار ..
هنا ستدرك أن فتح الشرق مترٌ ، ان قعدت فلن يكون ،
هنا ستدرك أن كل العقل
كل العقل .. أن تختار مركبة الجنون ..!
و ان كنز الهند يبدأ من بلاد الرافدين ،
و بين خطوتك التي سلفت ، و تلك الخطوة الأخرى التي أعددتها ،
هو وحده اللا أين .. بين الخطوتين ..
*****
هو كل شيء بكل شيء
هو كل شيء و ليس شيء ،
هذه الأمتار وهمٌ بين عينك و الطريق ..
يا ترى ما شكل خيط الوقت ان كان المكان مجزّأً كالمسبحة ؟
مَ الفاصل الزمني بين شواطئي هذي و قهوة شاطئ الاسكندرية ، و الهواء الواحد الممتد بينهما .. و هذي المروحة ؟
أين البداية و النهاية بين شاربيَ الذي شذّبته تواً و شارب جدي الثاني عشر قبل المئة ؟!
لا وقت في أفقٍ ، و لكن في عمود ..
ان هذا الوقت أنفاسٌ ، و نحن له رئة !
*****
بدّل هواءك لا تخف ،
لا لست تحتاج الهواء ..
أزل بلاد الأكسجين عن الخريطة ان أتت بين الكتيبة و الفضاء ..
فيك الاله و ليس ثمة ما سيجدي ان تُبعثر ناظريك بمشهدٍ ،
أغلق جفونك لن تكلفك انطباقة جفنتيك سوى الظلام ،
فان تأملت الظلام ..
فلن يعود هو الظلام ..
أنا جَدّك المستقبليُّ ، و ابنك الماضي
فلا وقت و لا موت و لا شيء – سوى هذا الأبد
قل انه الولد الذي أمسى أباه – اذا تشاء – أو الأب الماضي ليصبح في الولد ،
قل انه الجسد المحاط بروحه – و اذا تشاء – فانها الروح السجينة في الجسد ..
كيف انتهيت خليّةً يا سيد الشجر المولِّد نفسه ؟
ماذا تفسر جذرك المخفيَّ في جيب السماد ؟
أتكتفي ضحكاً بأن الشمس زالت .. لو أدرتُ الكوكب الأرضيَّ في طبق السواد ؟