وَقَفَتْ تَعَاتِبْنِي ألمَهَا
وَتَقَول
إنَّ المَنَازِلَ
إِنْ رَحَلْتَ طُلُولُ
زَعَمُوا سَترْحلَ
فِي غَدٍ لَمْ يَعْلَموا
إنَّ الفِرَاقَ عَلَى القُلُوبِ
ثَقِيْلُ
وَتَسَاءَلَتْ وَالبُعْدُ
أَكْبَرُ هَمَّهَا
وَعَلَى المُحَيَّا
دَهْشَةٌ وَذُهُولُ
مَنْ لِي سِوَاكَ
إِذَا نَأَتْ بِكَ خطوةٌ
عَنْ نَاظِرِيَّ
وَغَابَ عَنْكَ دَلِيلُ؟
مَنْ لِي إِذَا مَا اللَّيْلُ
أَوْحَشَ وَحْدَتِي
وَالحُزْنُ وَحْشٌ
وَالمَخَاوِفُ غولُ؟
مَنْ لِي إِذَا مَا الشَّوْقُ
أَنْشَبَ نابهُ
في خَافِقِي المُلْتَاعِ
وَهْوَ عليلُ؟
مَنْ لِي إِذَا مَا اِغْتَالَنِي
وَلَهُ اللقا
وَمَضَى بِجِسْمِي
فِي هَوَاكَ ذُبُولُ؟
مَنْ لِي إِذَا مَا اِجْتَاحَنِي
خَيْلُ الهَوَى
وَنَحِيْبُ حُزْنِي
فِي الضُّلُوعِ صَهِيلُ؟
فَأَجَبْتهَا وَالقَلْبُ
بَيْنَ شُجونهِ
يَذْوي وَحُبْلُ فَتِيْلهِ
مَشْعُوْلُ
هَذَا أَنَا وَهَوَاكِ
بَيْنَ جَوَانحِي
وَصِبَاكِ حُلْمٌ
فِي الجفُونِ أَصِيْلُ
حَرْبًا أَخُوضُ
وَفِي يَدِي مُتَثَّلِّمٌ
سَيفي وَسَيْفُ
الحادثاتِ صقيلُ
كَمْ جِئْتُ أَطْوِي
لِلِقَاءِ مَسَافَتِي
وَالشُّوقُ جَمْرٌ
وَالطَّرِيقُ طَوِيلُ
كَمْ مِنْ رَسُولٍ أُلْهَبَتْ
أَقْدَامَهُ
طُرُقٌ إِذَا مَا عَادَ
رَاحَ رَسُولُ
كَمْ مِنْ رَسُولٍ عَادَ
يَحْمَلُ خَيبَةً
لا لَسْتُ أدْرِي
أَيَّنَا المَخْذُوْلُ
لَكِنَّهُ قَدَرٌ
إِذَا مَا اسْتَكْمَلَتْ
حَلَقَاتهُ
فَالقَادِرُونَ ثُكولُ
هَلْ يَسْتَوِي الاِثْنَانُ
هَذَا طائرٌ
حرٌ وَذَا فِي قَيْدِهِ
مَغْلُولُ؟
عُمْرٌ وَأَنْتِ حَصَادُ
كُلّ سنينهِ
لملمتهُ وَالأُمْنِيَاتُ
كهوْلُ
فَإِذَا تَنْهَدَ خَافِقِي
ألجَمْتَهُ
وَبِهِ مِنْ الشَّوْقِ
العَنِيدِ نصُولُ
إِنَّ المَنِيَّةَ فِي الحُلُولِ
وَفِي النَّوَى
وأنا بِكُلِّ الحَالَتَيْنِ
قَتِيلُ
أَنَا رَاحِلٌ مَا عَادَ لِي
أَمَلٌ هُنَا
قدرٌ عَلَى هَذي
الخُطَى مَوْصُولُ
فَإِذَا الرِّفَاقُ
تَسَاءَلُوا عَنِّي غَدًا
قَوْلِي اِسْتَحَالَ
بَقَاؤُهُ المَأَمُوْلُ
فَمَضَى جَرِيحًا
بَعْدَمَا حَالَتْ بِهِ
دُوْنَ الوُصُولِ
إِلَى مُنَاهُ فُصُولُ
كَمْ بِاتَ يَرْقَبُ
فِي الظُّلامِ نجومهُ
والليلُ عَاتٍ
وَالنُّجُومُ أُفُولُ
قَوْلِي اِسْتَفَاقَ
عَلَى نِهَايَةِ حُلْمهِ
قُفِلَ السِّتَارُ
وَأُطْفِئَ القِنْدِيلُ
بَيْنَي وَبَيِنَهُ
رِحْلَةٌ وَحَيَاتُنَا
سَفَرٌ طَوِيلٌ
في الغَرَامِ جَمِيلُ
أَشْهَى مِنْ الحُلْمِ
الذِي يَشْتَاقَهُ
عِنْدَ التَّلَاقِي
خُلّةٌ وَخَلِيْلُ
كَمْ جَادَتْ الأَشْوَاقُ
وَهِيَ ثَرِيَّةٌ
فَيْمِيْلُ يَمْلَءُ كَأْسَهُ
وَأَمِيلُ
كَانَتْ لنَا في الحُبِّ
أَلْفُ حكايةٍ
فيها يُطَولُ الشَّرْحُ
وَالتَّفْصِيْلُ