** إلى آخرِ ما تبقَّى من أطفالِ غزّة...
على عَتباتِها الثَّكلى يَرِفُّ
فلا أهلٌ ، ولا دارٌ تَحُفُّ
تَضيقُ به الرِّحابُ، فحيثُ يمضي
يطاردُه الهلاكُ المُستَخِفُّ
أليس لهذهِ الدنيا فؤادٌ يَحنُّ؟
أما لهذا الظلمِ وَقْفُ؟
وليسَ سوى الصُّراخِ يقولُ :
غادرْ مَكانَكَ؛ فالمنايا لا تَجِفُّ
تَهجَّرْ ، ربّما تنجو احتمالًا
لقدْ فارَ اللّظى، واشتَدَّ حَتْفُ
تَكالبت السِّباعُ ، ولا عُهودٌ
تذودُ حِماكَ ، إنْ يخذلْكَ إِلْفُ !
يعوذُ لكَ العدوُّ بألفِ حِلفٍ
ورهطُكَ ما لهم في الحقِّ حِلْفُ !
فتَضحكُ وِسْعَ غزّةَ فيكَ صبرًا
لعلمِكَ أنَّ ما هَرفوهُ سُخْفُ
وقَبْلُ خَبِرتَهم فيما تُرجِّي
نواياهمْ ، فلا يُثنيكَ عَسْفُ
تَجذَّرْ ، لا تَهجَّرْ، ثَمَّ فجرٌ
يلوِّحُ : دونَ برْدِ الغيثِ عَصْفُ
ولا تركنْ، "فمعتصماهُ" سَردٌ
تُردِّدُه مآثرُنا ، وعَزْفُ !
فآخِرُ ما يُصعِّدُهُ دِفاعٌ لأجلكَ
ضجَّةٌ تصحو ، وتغفو !
ويا شِبلَ الشآمِ ، وأنتَ أحرى
بعِزِّ السّيفِ ، حين يغيرُ سيْفُ
فمِن أكْنافِها الأبطالُ تنمو
تروِّيهمْ جراحٌ لا تكِفُّ
وأنتَ الأرضُ زيتونًا مُضيئًا
وحسبُك أنَّكَ الشَّرفُ الأعَفُّ
فلا أغْفى لدى الجبناءِ جَفنٌ
ولا أهْنا لهم ما عِشتَ طَرفُ