مرآتي الصماءُ تنادي
وَأَنَا الكروانُ أنا الشادي
هذي هي أحلامي الثكلى
أقلقنَ يراعي وفؤادي
أصبحنَ بمعظمِ حالاتي
خِـدناً لمنامي وسهادي
يعزفنَ لغربةِ وجداني
لحناً لا يُطربُ أكبادي
وعلى صفحاتٍ من ألمٍ
وثَقّنَ بدايةَ ميلادي
يُخرسُني دمعٌ تسكبُهُ
عينَايَ، يخالفُ ميعادي
من تحتِ بياني ممتدٌّ
جسراً كقلائدِ إنشادي
يتخللُ شيخوخةَ روحي
ويعاندُ باليأسِ مرادي
ليغازلَ طيراً في حلمي
يوقظني من عزِّ رقادي
*********
أرأيتَ جبيناً في الظلمةْ
وخُطوطَ هِزالٍ مبتورةْ؟
جمعاً قد كانتْ وفرادى
في رحْلةِ عمرٍ مهجورةْ
والروحُ بردهاتِ القسْوةِ
باتتْ كقصائدِ مكسُورةْ
في لوحةِ شعرٍ قد نُحِتتْ
تعكسُ آمالاً مسطورةْ
لا تُدرِكُ مَنْ كانَ البادي
أو من أبدعَ رسمَ الصورةْ!
تَنتْظرُ هنا من يوصلُها
وحبالُ حروفي مقصورةْ
لكنَّ الصورةَ في قلبي
أطيافٌ تبقى محصورةْ
وحقوقُ النشرِ على قلمي
لازالتْ -طبعاً- محصورةْ
لا تنبتُ إلاَّ في روضٍ
ترويهِ دموعُ النافورةْ
ويغازلُها ضوءٌ يبدو
في مبدأِ حلمي الباكورةْ
تعكسُهُ بعضُ حماقاتي
وأنا مرآتي مكسورةْ
*********
مرآتي تبصرُ من عيني
ومضاتِ الحظِّ الآتي
وأنا أحتاجُ لعدادٍ
يحسبُ أولى خطواتي
كي أرسمَ بالشعرِ نشيداً
يعزفُ إحساسَ الذاتِ
فيناجيني ويؤانسُني
ويسجّلُ كشفَ علاماتي
ويبرّدُ أشواقاً أضنتْ
قلبي بتوهجِ آهاتي
ويعيدُ لعقلٍ محتارٍ
بالذكرى أروعَ حالاتي
فتموسقني وتعتقني
وتبوتقُ بالحبِّ حياتي
وترتلٌ في زمنِ النجوى
للقيا بعضَ الآياتِ
قد صرتُ بلا قلمٍ أشكو
للغيمِ جفافاً بدواتي
وأشاهدُ أنواعَ شقوقٍ
رُسِمَتْ في وجنةِ مرآتي
عادل عباس