يممتُ وجهيَ نحو الريحِ معتذرا
عن كل شيءٍ لتبقى في الجوى عُمرا
فما تمكنتُ إلا من ترددها
عند الرحيل و لكنّ القضا عبرا
عن ذلك اليوم في تاريخ صبوتنا
و هاجس البين في تلويحها ظهرا
أقمتُ ما شاء ربي في محاجرها
و كنتُ للعين شيئاً جاوز البصرا
و عن أحاديثها الخجلى و بحّتها
و من شرودٍ يعيد الصبر منتصرا
خذها على هزلها فالريحُ غاضبةٌ
مما يُقالُ و ممن عاد منكسرا
يا للهوى يا حبيباً لا أبوح به
حبستهُ في المعاني البكرِ فانهمرا
قصائداً من خيوط الشمس أغزلها
و من ضياء رعاه الليل حين سُرى
أخفي عن الصحب ما تزدادُ في خلدي
مواجعاً تمتمت للبحرِ فانحسرا
حتى إذا ما أتاني الشوقُ متقدا
سمتْ بي النفس من ضحلٍ لسفح ذرا
تعثرتْ في سمْاكِ الروحِ و انتظرتْ
خطىً على الأرض تقضي في الدنى وطرا
و لو أرادتْ رقتْ في جو أخيلتي
لكنها أخلدتْ في قاعِ من سبرا
أ للخطايا ظلامٌ في ملامحنا
أم وصمةُ العارِ فينا تلفتُ النظرا ؟!
المشهد الآن أني كنت في عبث
أهدي السلامة من تبغي لَي الضررا
سهمٌ من العشقِ يمضي في معاقبتي
لا عاش بعد اكتمال الوجدِ من غدرا..!