مرحباً بأصدقاء الأدب والكُتب, هنا ملتقى الأدباء ومجلة الكُتاب العظماء, هنا حيث ننثر من ربيع الكلمات مطراً .. أهلاً بكم
الحمدلله على التمام لقد حاز ولدي جابر حفظه الله ورفع قدره في الأرض والسماء على المركز الأول على دفعته في برنامج تأهيل الملازمين القضائيين بمركز التدريب العدلي، وكرمه معالي وزير العدل. فأهديتُه هذه القصيدة.
خذني إليكَ لِأَبلغَ الأفاقا فَمَداي جَاز العَالمينَ طِباقا
فَاضَتْ مَحَابِرُ أَحْرُفي
بِدَواتِكُمْ
حتى اعتلى منها القريض وفاقا
الكونُ ضَاءَ بِكَوكَبي وأنا هنا
زادتْ مَواضِعُ عالمي إشْراقَا
بِكَ يارفيفَ القلبِ هَاجَتْ فَرحتي
لِتَزُفَّني تلكَ الدموعُ سِبَاقَا
وَطَفِقْتَ تُطْعِمُني نَجَاحاتِ الرضا
حتى اكتفيتُ مِنَ الحياةِ مَذَاقَا
وَزَرَعتَ بَسْمَةَ والِهٍ في بيتِنا
فَتَزاحَمَتْ رَدَهَاتُنَا أَعْذَاقَا
فانداحتِ الأفضالُ تَرسُمُ بَهجةً
بنفوسنا زادَ الوِصَالُ وِثَاقَا
مُذْ جِئتَ والخيرُ العميمُ يَحُفُّنا
حتى غَدَونا حولَهُ عشَّاقَا
أَتْممْتَ حِفْظًا للكتابِ فَرَفْرَفَتْ
آياتُهُ في دَفَّتيكَ خِفَاقَا
باتتْ مَشَاعِرُكَ الخِفَافُ مَهِيبَةً
بينَ الأناسِ لِتَنْشُرَ الأخلاقَا
تَتْلو بيانَكَ كي يُطَبِّقَ طالِبٌ
نُطْقًا صحيحًا يَدْخُلُ الأعماقَا
فَبَعَثْتَ صوتَكَ بالمآذنِ فارتوتْ
مُهَجٌ يُتَرْجِمُ نَبْضُها أَحْدَاقَا
مَنْ مِثْلُ جابرَ هلْ هُناكَ شَبيهُهُ
كُثْرٌ بِشَاكِلَةِ الحبيبِ رِفَاقَا؟
لَكِنَّ (جابرَ)بالخِصَالِ مُقَدَّمٌ
إنْ جَدَّ أمْرٌ خِلْتُهُ سَبَّاقَا
مُتواضِعُ الأنحاءِ طَيِّبُ مِعْشَرٍ
دَمِثٌ صَبورٌ ينْبُذُ الفُسَّاقَا
بِالمَرْكَزِ العَدْليِّ تُوِّجَ جُهْدُكُمْ
لَمْ يَسْتَطِعْ نِدُّ السِّبَاقِ لَحَاقَا
وَشَمَخْتَ أنْفًا بالمقامِ مُمَيَّزًا
بينَ الرِّفَاقِ تُسَابِقُ الأعناقَا
هَذا بِفِضْلِ اللهِ ثُمَّ بِحِرْصِكُمْ
فاحفظْ إلهكَ كي تزيدَ نِطَاقَا
وَارْفَعْ بِعِلْمِكَ مَوطنَ العِزِّ الذي
يَفْديهِ قَلْبٌ يَكْرَهُ الإخْفَاقَا
أَيا قَهوةً تَحْلُو بِسُكَّرِ حَرْفِهِ
وفنجانها ثغرٌ أتوقُ لرشفهِ
عَلَىْ خَدِّهَا الْمُحْمّّرِ تَخْتَاْلُ وردةٌ
وقلبٌ يذيبُ الوجدَ في حرِّ نزفهِ
على جذوةِ الأشواقِ قلَّبتُ بُنَّها
غراماً فبعضُ النَّبضِ يحيا بقطفهِ
فما أجملَ الوعدِ المضاءِ بمطلعٍ سيغنيكَ عن بدرِ الكمالِ ووصفهِ
سُكارى يُباغتنا الصّباحُ وليلنا
في الوصل يستجدي عقاربَ نصفهِ
ومن شُرفةِ الاحلامِ أرنو لنورسٍ
يغازلُ في عينيكِ شُطانَ حتفهِ
على مرفإِ الكحلِ العميقِ خواطري غرقتْ وأشرعتي تلوذُ بعصفهِ
بردتَ ايا فنجانُ والصّبُ لم يزلْ
يعالجُ بالتّحنانِ إدْمانَ كيفهِ
أيشربُ مُرَّ الصّبرِ أم يُظهرُ الجوى
لعلَّ بعيدَ النّجمِ يُصغي لعزفهِ
كَفَاني عَذَابًا مِنْ صُدُودِكِ يا سَلْمَى
فَحِنِّي على مُضْناكِ مِمَّا بِهِ أَدْمَى
لَقَدْ جاءَ مَوجوعًا فَمُدي لهُ يَدًا
لِيَأنسَ كَلْمٌ بالفُؤادِ دَعَا كَلْمَا
يَطُوفُ بأطرافِ النواحي تَقودُهُ
تَآبينُ شَجْوٍ قد أحاطتْ بهِ ظُلْمَا
فَيَشْكو صَباباتٍ أَلَمَّتْ بِهِ جَوًى
لِتَحْمِلَهُ شِلْوًا وَتَقْتَاتَهُ عَظْمَا
وَقَاسى مِنَ الويلاتِ ما اللهُ عالمٌ
فَلَمْ يُظْهِرِ الآهاتِ أو يَتَّقِ الهَضْمَا
تَساويفُهُ تَتَرَا بِرُؤيةِ مَنْ سَبَتْ
لواعِجَهُ حتى أصابَتْ بهِ سَهْمَا
أباحَ لها عُمْرَ الشبابِ وَلمْ يُفِقْ
لِعُمْرٍ تَوَلَّى في حلاوتِهَا غَمَّا
وَمَاتتْ لديهِ الذِّكْرَياتُ معَ الصِّبَا
فَلَمْ يَذْكُرِ الألعابَ لَمَّا رَعَى البَهْمَا
وَلَمْ يَذْكُرِ الشطآنَ لَمَّا رَأى بِها
حَبيبَتَهُ الأولى بِقْلْبٍ لَهُ أعْمَى
وَمَا ذَكَرَ الورْدَ الذي كانَ عِطْرُهُ
يُناغيهِ حِسًّا بالعُصَيرِ إذا شَمَّا
فَهَلْ يَسُتَحِقُ الهَجْرَ لَمَّا غَدَا كَمَنْ
يُضَحي بِأسْمَاءٍ لِتَبْقى هي الأَسْمَى؟
تَقَاصَرَتِ الأجرامُ في عينِهِ التي
توارتْ ولمْ يُبْصِرْ سوى غيرِها نَجْمَا
وَمِنْ ثَوْرَةِ الأحلامِ باتَ مُنَزَّهًا
بِغَيْرِ سُلَيْمَى أنْ تَكُونَ لَهُ حُلْمَا
يُحَاوِلُ كِتْمَانَ العذابِ بِرُوحِهِ
وَلَكِنَّ أَوْصَافَ البِعَادِ نَفَتْ كَتْمَا
كَأنَّ طُبُولَ الحَرْبِ أَذْكَتْ بِقَاعِهِ
نَكَالًا لِيَنْسَى مِنْ قَسَاوَتِهَا سِلْمَا
وَرَاحَ يُمَنِّي النفس يومًا لِنَظرَةٍ
تُبَعْثِرُ أشْجانًا بِأَضْلاعِهِ رُغْمَا
ولكنها سَجَّتْ بِجُثْمَانِهِ الفلا
وَأَبْقَتْ لَهُ رُوحًا تُعيدُ بِهِ السُّقْمَا
أَمَا تَتَقينَ اللهَ في قَلْبِ عَاشِقٍ
يُرَدِّدُ بالمِحْراب صَوتًا لَهُ أمَّا؟
فَيَهْمِسُ في أُذْنِ البرايا بِأنَّهُ
يَعيشُ بها هَمًّا وَيَفْنَى بها هَمَّا
فَعُودي إليه اليومَ كيما تَضُمَّهُ
حياةٌ…كَمَا ضَمَّ الجديبُ خيوطَ المَا
لملمْ شتاتِ القلب نحو (يَلملمٍ)
فالكعبة الغراء طرفٌ أحورُ
طُف ثَمّ بالبيت العتيق ملبياً
لبيك يا رباه أنت الأكبرُ
واشرب شفاء السقم زمزم يا أخي
متضلعاً تدعو الإله وتشكرُ
صُفّوا الصفوف إلى(الصفا) فلعلهُ
يصفو فؤادٌ طالما يتكدرُ
أزف الرحيل إلى (منى) فهيَ المنى
و(الخيف) موعدنا فلا تتأخروا
في تاسعٍ (عرفات) لا تسعُ الهوى
شوقاً وما كَتَمَ المحبُ سيظهرُ
قف, ههنا (الصخرات) أسبلْ أدمعاً
أو ما جرت بالدمع منك الأنهرُ
قف, كل شبرٍ ههنا هو موقفٌ
لقلوب من ذكروا الإله وكبّروا
فإذا انجلت شمس الأصيل وقبّلتْ
تلك البقاعَ وودّعت من ينظرُ
جاشت محاجرهم بدمع واكفٍ
مثلَ انفراط العقد إذ يتحدرُ
والعيس تنتهب البطاح وقد دعا
داعي المحبة بالحجيج ألا انفروا
يا سائقين العيسَ رفقاً بالذي
ما زال صبّاً بالجوى يتدثرُ
حُطّوا الرحال هناك يا وفدَ الهدى
بجوار (مشعرنا) الحبيبِ وأسفروا
اليومَ عيدٌ ما أحيلا عيدنا
من لم يجز (بمحسّرٍ) يتحسّرُ
هذي (منى) وبها المُنى قد أشرقت
فارجمْ عدو الله فهو الأخسرُ
طافوا لحجهمُ طواف إفاضةٍ
كم فاض قلبٌ فرحةً واستبشروا
نحروا ضحاياهمْ وهدياً بالغاً
شهدت فجاج (منى) بهِ والمنحرُ
حلقوا الرؤوس تواضعاً لمليكهمْ
لو قال: جزوها لكانت تبترُ
لله أيام الحجيج وليلهمْ
يا نعم أيام ونعم المعشرُ
هذي المشاعر في (المشاعر) قد سَرت
بالذكر والأفراح يا من يشعرُ
سقياً لأيامٍ تقضّت في (منى)
وجميل ليلٍ في (منى) يستثمرُ