مرحباً بأصدقاء الأدب والكُتب, هنا ملتقى الأدباء ومجلة الكُتاب العظماء, هنا حيث ننثر من ربيع الكلمات مطراً .. أهلاً بكم
كلمات الشاعر: تركي المعيني .
يا هدأة الليل فُضِّي عنِّيَ التعبا
وهيئيني لـ صبحٍ يقشعُ الحُجُبا !
،
ومرِّريني لـ كأسٍ كُلَّما عُصِرَتْ
فيه الفواكه حتى يُملأَ ..
اضطربا !
،
وقال:
ما ذاك مَيْلِي لا أبا لكمُ
إنِّي نُذرتُ لـ صِرْفِ الخمرِ مُنسَكَبا ..
،
لـ مُدنفٍ لم ينلْ عامين متَّكأً
من كتفِ داليةٍ ؛ عطفًا ولا طربا !
،
تَطاوَلَ الغيُّ في نفسي وبي وَلَهٌ
لـ شرفةٍ خبأتْ من خلفِها العِنَبا !
،
أنْ أقتفي إثرها..
هل ثمَّ مُرتجأٌ
يؤتى كَفاءتُهُ من كابدَ السَغَبا ؟!
،
أحتاجُني نَزِقًا يومًا لـ أُبصِرَ بي
عن ضدِّهِ أيُّهم أهدى إذا وَقَبا !
،
تعبتُ أصرخُ بي بالأمس حين أرى
ميَّاسةٍ عَرَضتْ:
كُنْ يا أنا خَشَبا !
،
ولستُ من عدمٍ كي لا أميلَ لها
وإنما يوسفُ الصدِّيقُ فيَّ أبى !
،
كفرتُ عمدًا ..
بما في الغيدِ من نِعَمٍ
ولم تزلْ عينُ قلبي في جنانِ سبا !
،
والآن يا ليلُ ها قد مال قلبيَ ..
قلْ..
للصبحِ:
يا صبحُ شيخُ الأمسِ فيك صَبا !
،
هيئْ لهُ في عيونِ الغيدِ مُتَّكأً
لـ يتَّخذنَ سبيلاً نحوهُ عجبا !
ـــــــــــــ
سأعيد سوسنة القصيد لحقلها
وأصيح بالحرف المغادر: هيت لك
وأصوغ دوزنة الكلام لعلها
تروي ظماء البوح فيك ليسكنَك
وأردُّ هسهسة الحديث لظلها
حتى تفيء عليه كيلا يهجرَك
**************
سأطرِّز الغيمات ثوبًا زاهيًا
أكسو به جسد الحزانى المتعبين ليأتلق
وأخيطُ فتق الروح فيك ليحبُكَك
**************
في حين قامرتِ الجروح بنزفها
نهضت خطا الأيام واتكأت على
بوح الحروف لتكتبك
وتهيأت – جوعى- لتُشبع صوتها
من نضح عطر الياسمين لتعبُقَك
**************
في عمق خاطرة الرؤى
ضوءٌ يحثُّ الشعر فيك لينعتق
ويهز خاصرة البداية كي يتوق وينبثق
ليزيل آهات الأنين وينزوي
كي يترك الأنداء تروي مضجعك
ــــــــــــــــــــــــــــ
أغرّدُ ولهاناً وللسِّلْم أسْلمُ
وأنسجُ وجهاً للحياة وأرسمُ
وأغزلُ ماء الحبِّ روحاً بِواحتي
فترشف أنهارَ الجِنَانِ المباسمُ
وأرتادُ نادي الشعر في كفّ مهجةٍ
وفوق جناح الحرف تسمو نسائمُ
حمامُ جمال الروح يشدو بخاطري
وينشدُ الحان البشائر مُلهمُ
أُلملمُ كحلَ النور من طرف آيةٍ
الى غصن زيتونٍ أحنُّ وأحلمُ
تراءت بُنَاتُ الشعر تلهو بخافقي
وحورية الإلهام للوجد تكرمُ
ولكنني في حين مدحك شافعي
أراكَ مهيباً عند وصفك أُبْكَمُ
فماذا أقول والحروف جميعها
توارتْ حياءً والقريحةُ تُلْجَمُ
أصابني سهمٌ فاستقرّ بأضلعي
صبابتي نارٌ والمشاعر تُضرَمُ
ومايعتريني من ضيائك مبهراً
بما يحتوي الوجدان فاللّهُ أعْلَمُ
أصومُ بوصفي رغم شوقي ولهفتي
وقلبي مُعنّى في هواكَ متيّمُ
أخافُ من النقصان في مدحِ أحمدٍ
وأخشى بوصفي لو أجورُ وأظْلِمُ
فكلّ مشعٍّ من بهائكَ مشرقٌ
وكل جميلٍ من جمالكَ ينجُمُ
فسبحان ربّي قد أُمِرْنا بقوله
عبادي على المختار صلوّا وسلّموا
اسمح لي الآن
بإعادة النهر للمصب
إرسال الضوء لنوافذ الشمس
قطف البنفسج و محو ألوان قوس قزح
اسمح لي
بتقاسم الآدمية
و العري
و بقايا حبلي السري
الحبل الذي مزقته والدتي بسكين المذبح ..
اسمح لي أن أهجرك قليلاً
لأعيد للمستقيم طفولته المستديرة
أبتعد عنك لألون الشدة في كلمة أحبك
أكرهك لأنسج المزيد من القصائد
و الأغنيات و كراريس الكلام
اسمح لي أن أحب المزيد من الشعراء
و الرعاة و مشاة البحرية
أن أكتب إليهم الرسائل
و أدون أسماءهم على أساور اليد
و جدران المدرسة
أن أهربك
في دفتر يومياتي الصغير
أدسك في علبة الألوان الشمعية
التي أهدتني إياها معلمة الخط
أن أحدث النجمات عنك و أنت في حجرتك البعيدة تدخن سجائر مارلبورو الحمراء و تلعن البرد ..
اسمح لي أن أحدث الغابات صباحاً
عن غزالتك النافرة التي تراود العشب
و تركض في الماء ..
أن أخبر الرمل بآخر حورية خرجت
من جلباب النبع ..
أن أشي للغيوم بطفولتك الفاترة
و أنت تسوق الأغنام و تقرض الشعر ..
اسمح لي أن أتسلل من مسام
سمرتك الداكنة
لأشرب النبيذ
أن أريق المزيد من الشوق
على سرة الليل
أن أنسل منك برشاقة طائر دوري
و أبدأ الرقص
أن أحتسي آهاتك المقطرة رشفة رشفة
و أكسر الإبريق ..
اسمح لي أن أحبك كما أشاء أنا
لا كما يشاء المجاز
أن أشتاقك كلما اشتاقت الأبجدية للخلود
أن أقامر فيك كما يقامر صياد
بكل ما يملك لاغتيال فريسته الحلم ..
اسمح
لي أن أحبك
هذا الشتاء
أن أبدد بجنونك الجليد
المتكدس في الطرقات و فوق هامات الأشجار
و أن نسيل معاً كأغنية انسربت من صدر الناي
أو كصهارة
اندلقت للتو
من صدر بركان ثائر ..