- 24/04/2023 شدو الأعياد
- 24/12/2022 كلية العلوم الإنسانية ونادي أبها الأدبي يحتفيان باليوم العالمي للغة العربية
- 08/10/2022 الأديبة عنبر المطيري على مأدبة التوقيع
- 25/09/2022 مساء المفاخر الفاخرة للوطن
جداول الدهشة [ 102 ]

نصوص هايكو
هزّت فراشةٌ
جناحها فجأة
قبيل إعصار ليبيا
تغادر الشرنقةَ خيوطُها
تنطلقُ تسبرُ الضوءَ
إعصار ليبيا
عصفورٌ بجناحِ فراشة
يضربُ الريحَ على غصونٍ مورقة
إعصار ليبيا
اهتزّت ساعةُ المنبّة
بعدَ صلاةِ الفجر
استيقظَ العالمُ
زلزالُ المغرِب
أصيلُ الشمسِ
توقّعُ النوارسُ على صفحته
طيورٌ مهاجِرة
بحرٌ تنسلُّ منهُ زرقتهُ
يرجفُ في رياحِ ساخنةٍ
زلزالٌ يضربُ المغربَ
فتاةٌ بريئةٌ مخضبةٌ بالرمال
ترفعُ يدَها من تحتِ الأنقاض
زلزالُ المغرِب
مدينةٌ فارِغة
يملأُ السكونُ فراغَها
بين الطرقاتِ
تمشي فتاةٌ حافيةٌ بلا عينين

ألا أيها الماكث في شقوق الوقت .
ألا أيها الماكث في شقوق الوقت .
خلف جدران الصور العتيقة . .
العاكف بيني وبين انعكاسي في مرايا الورق . .
تنفث في أذني ما تيسر من تأويل الطريق
وتعبث بمفاتيح الخرائط،
وتنشر في ملامحي الساكنة الفوضى.
أيها السراب
الذي يجري بين ضفاف غابات النسيان . .
فيخضر الذبول ،
أرأيت قبل اليوم ذبول أخضر!!
- تعال – انقر تلال الرسائل ..
علمني أنا الأولى على أرضي ..
كيف أواري سوءة المعنى..
حين لا قضية في الكلام سوى الكلام ..
غراب هابيل أنجب في كل منا غراب..
ينبش القبر القديم ..
يكمل قطع الأحجيات لينفضح وجه الدماء…
يقول الغراب : ثمة وجه آخر للحكايا
ثُمَّ في رحم الصور “صور”
أغفلتها عدسة القناص
وبين كل انعکاسین قبر مفتوح
والمرايا شبح جائع…
يتغذى على ظلام العابرين
والتيه ليس بقرار بل انه …
لعنة الجثث الطليقة في الفراغ.

سَـفـر
لم يكن للشعر معنى لو لاقيامة البحر
لولا استواء المتون على الضفة الأخيرة
حين كان الوحي خفقة
انتفاضة حبر ٍأزرق
يشكو مآله للورق
في ضجيج القافية
هبني سفراً واحداً قبل ميلاد المعلقات بيننا
ورحيل حيث لاأحد
لا عينيك ولا زمنٌ مُجار
لاأنت ولاهرج المكاتيب
لاوجهُكَ ولابشاشة القصيدة في الجاهلية
حين كنا نغترف نبع التنهيد خلسة
ونلملم عقود الشمس على عجل
نغرسها على جيد الكون
نهتف كالحجيج في أرض الله
”لبيك ” أن ” آمييين ”
ونسكب الماء في وشائج الأيام
نروي الشعور مما زُم من لهفة
كنا نعلي احتمالات الريح بالحضور
بمكابدة الدلجة
بالبقاء في آصرة الهوى القديمة
نؤسس ثورتنا الحانية
من شرائع العدم
ونطرق سمع الهجر النائية بالإبتهال
نطوف في التصوف
برجاء لقاءٍ ومغفرة ..،

ما أسرع الحلم
ما أسرع الحلم
يمضي ويتركُ بهجته
متوشحٌ به
يسكُنني ظلاً محاه ضوء النهار
أيُّ ضوءٍ هائجٍ
كسر صخرة الحلم المفردس
أيُّ صمتٍ باردٍ
شبحٌ أخاف حلمي عن أرض الأمنيات
مصابيحٌ معلقةٌ
تُرصع سقف قلبي البهيج
الليلُ يخيط حلمي على شرشفٍ موَّرد
أنامله تؤرخ لحظةً مشتهاة
ما أسرع الحلم حين يضيع

إحتمالات ..
ربّما ..
في الأصابعِ :
قاتلةٌ
ربّما ..
في المفاصلِ :
عاشقةٌ
ربّما ..
في الأظافر :
صحو الجنون !!
فأيُّ إحتمالٍ أكون
الهوى ..
أمّ بلادي لتي يحفظ الفقراء تضاريسها
مثلما يحفظون ..
الأغاني .
× ــــــــــــ ×
مرّة ..
قلت للعشبِ
عشّاقك – الآن – يغفون
فوق المصاطبْ
فألقى ..
على راحتيّ
ندى الليلة الماطرة .
أهِ سيدتي الشاعرة
كلّ شيء تعلّم نوم المصاطبِ
إلّايَ ..
وحدي أفتّشُ عن غرفةٍ شاغرة
وذراعٍ حنون ..
فأيُّ إحتمال أكون
:
الشجن
أم عروقي إستنزفتها المصاطرُ
حتى ..
تكرّشَ من دمها
المترفونْ
× ــــــــــــ ×
مرّةً قلتُها
ليكنْ ما يكون
أنّني هكذا
مغرمٌ
بالطفولةِ
والشعرِ
حدَّ الجنون ..

استنكاراتٌ حُبلى
أرتداني “السَّمُّ “صَغِيرَهُ ،
ضَاجَعْنِي الضَّيْمُ
حَتَّى أَتْلَفَّ قَلْبي ،
رَاوَدَتْنِي اِسْتِفْهَامَاتُ مُخَيَّمَةٌ بالاستنكارِوالتعجبِ.
تَرْتَدُّ بَين شقائق الأفكار وآهات موجوعة
هَلْ أَنَا نكرة لِدَرَجَةِ أَنَّ الْحَلْوَى لاتستدلُ طَرِيقِ فَمِي؟!
الْجَمِيعُ يُصَافِحُ الْمَارَةَ، يَلْعَبُوْنَ، يَضْحَكُوْنَ وَيَتَحَدَّثُوْنَ..
تَرْتَدِيهِ جُرْأَةُ الْبَدَارِ وَأَنَا أرزح تَحْتَ قَانُونِ الْخُذْلَاَنِ… وحدي مَعَ الْكَلِمَاتِ الْمُتَقَاطِعَةِ
أصففها وَأَقْفِزُ تِجَاهَ يَمِينِهَا لِيَنْجُو بِهَا الطَّرَفُ يَسَاراً ، وَأَسْهُو عَنِ اِخْتِيَارِ الصَّحِيحِ…
أَرْعَبَنِي الْكَمَالُ الَّذِي يَدَّعِيهِ ذَاكَ ، وَالْمِثَالِيَّةُ الَّتِي يُحَاوِلُهَا هَذَا ، وَأَنَا بَيْنَ قَوْسِيْنِ يَرْتَدُّ إلْي صَمْتِيُّ فِي كُلِّ لَطْمَةِ مَوْقِف

ظِلالٌ دافئةٌ
أرى البحرَ في عينيِكِ
أجِدُ الشروقَ
والنارُ متوقدةٌ على الجبين
يالهفةَ المشتاقِ أنا
أين الطريقُ إلى خصركِ
وماذا بعد الطريق؟
كم لي أنا في انتظارِ يوم الحصادِ
حين تُثمرُ حديقةُ المحبوبِ
هذا الجنونُ المُثارُ في احمرارِ رمانةِ الأشجارِ
ينتظرُ القِطاف
هذا العنفوانُ في انتصابِ السنديانِ
هذي الظِلالُ دافئةٌ في حضنِ الحنين
أنى اتجه في أردافهِ الحراء يشُدُّ وثاقَ قلبي بلا حِراك
ورأيتُ دفتينِ تُجدفانِ في بحرٍ متلاطمِ الأمواجِ
وتسألتُ حينها
أين يستقرُ قلبي في أي الجهات؟!!

عتبة وقت ضائع
هل فارق طول قامتي عن طلاب الفصل أخرني وأخر امنياتي ؟!منذ أن كنت طفلا صغيرا.
في الصف الثالث الإبتدائي، أجلس قصرًا في المقاعد الخلفية، لأن قامتي أطول قليلا من بعض زملائي في الفصل، على بعد عشر طاولات عن السبورة . لا أرى جيدا ما يكتب عليها، ولا أسمع بدقة مايقوله الأستاذ وسط لغط طلبة لا يتحكمون بأفواههم وحدة أصواتهم النشاز وهم يضجون في صوت واحد:أنا ..أنا. يتسنج إصبعي المرفوع دون أن يراه أحد. حتى شعرت إنني خارج دائرة الأسئلة
في أحد الأيام طرح علينا الأستاذ سؤالا بعد أن طلب من الجميع الهدوء وجه السؤال نحوي مباشرة فرحت وجميع الرؤوس تتوجه نحوي:
– ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟
رغم انني سمعته في الصف الأول والثاني مما يضطرني لتكرار الإجابة مع إضافة جديدة؛ في الصف الأول تمنيت أن أكون شيخًا للجامع، فقد كانت أمي تدعو لي عقب كل صلاة بذلك .
وفي الصف الثاني زدت واحدة: أن أحج بوالدتي إلى مكة لأنها تدعو الله بعد أن أنضم لها الخيط في إبرة المكينة التي تخيط عليها ملابسنا وملابس جاراتها وبناتهن مقابل أجر زهيد تقضي به احتياجاتنا بعد وفاة والدي وسعيها علينا.
وفي الصف الثالث زدت أمنية ثالثة : أن أتزوج منيرة بنت الجيران! ففي كل مرة تأتي الينا لتقيس فستانها الجديد،اسمع والدتي تقول “جعلك الله من نصيب سالم”،
كانت تضحك وتحمر وجنتاها وأنا كالأبله لا استوعب معنى الكلمة حتى أخبرتني أمي أنها تتمنى أن تكون زوجة لي عندما أكبر.
وفي كل عام : يلقي علينا استاذ آخر نفس السؤال وفي كل مرة أزيد أمنية حتى تكدست الأماني في عقلي وحالت بيني وبين إكمال دراستي.
كنت أرسب وأعيد الصف أكثر من سنه وأغرق في حلم كبير يحمل أمنيات كثيرة في زورق خيال معطل على ناصية وقت مجنون يرحل سريعا دون أن أستطيع التجديف في أمواجه العالية.
لا أدري ! متى نمى لي شنب كثيف غطى شفتي العليا؟ ومتى كَفَّ بصر أمي ؟ قبل أن أحج بها أو أصبح شيخًا .
خذلتني الأيام وسارت الركبان، أيضًا أخوتي كبروا، وتبدلت أحوالهم .
بالأمس أتى أخي الأوسط وأخذ أمي للحج وأخبرني أنها لن تعود هنا، ستبقى عنده حتى يعتني بها أكثر .
أختى سعاد أصبحت ممرضة ولديها ثلاثة أطفال لم تحلم بهم .
وأخي الأكبر دخل ابنه الكلية العسكرية لم يتمنى ذلك يوما ما . أما أنا ! فمازلت اجتر بقية أمنيات متسربه؛أجلس على عتبة منزلنا الخالي من كل شيء! والقي بالحجارة نحو ظل زوج منيرة عندما يمر بي.

مؤلم ..
أن تحيا على أمل اللقاء
وتوقد الشموع كل لحظة
كأن تلك اللحظة ألف ليله
تمنى النفس في قدومه
وترسم الأفراح في حضوره
تعيش تتأمل الثواني
تسرح بهمساته
وروعة احتوائه
كأجمل الأحلام في حياتك
تعايش الأشواق في انتظاره
وتلملم المشاعر في رضائه
تنسق الكلمات في بهائه
وفجأة …
ياأتيك إعتذاره .
****

دُونَ عِلْمِي
دُونَ عِلْمِي عَانقَ الآه سبيلِي
عَانَقَ كُلُّ اِنْحِدَارَاتِي
دُونَ عِلْمِي
أُقَاسمُ اللَّيْلَ حزنِي وَبُكَائِي وَاِنْعِقَادَ زَمَانَِي
وَتَأْنُّ حَسْرَةُ اللَّيْلِ بِبُعْدٍ
وَتَهْذِي الْأُخْرَى باِرْتِعَاشَاتِي
دُونَ عِلْمِي
زَاغَ طَيْفُ الأمنياتِ وَدَهَاليزُ صَمْتٍ مُسْتَبَاحِ
وَأَلفُ صُورَةٍ تَحْكِي قَهْرَ النَّادِبَاتِ
الْأُخْرَيَاتِ الْعَادِيَّاتِ
وَأَنَا هُنَا دُوني وأَقْضِي شَأْنَ الْأُمْنِيَّاتِ
فِي صِرَاعٍ بَيْنَ خُذْ هَذَا وهات
وَعَرَاقِيل الْحَظِّ تدنو
من قَضَّ الْخَافِيَاتِ
كُلُّ هَذَا دُونَ عِلْمِيٍّ
وَالرَّبُّ فَوْقَ الرَّاجِيَاتِ

بي طعنة
بي طعنة لم تبرأ
بي طعنة لم تستو
بي طعنة كنونة
قضت بي الأبهرَ
بي طعنة جلجلت بي الأخضرا
وأرجفت بي الراجفة
حتى غدوت كلحنِ ليلٍ أرمدٍ
وزفرة أضلعي بين آه وأنفاس ترعدُ
فلست أدري عن ماذا أفصحُ
عن بوح دربي
أم كسر كل مدائني
أم سكبة القهوة
في فمي كالكركم
أم أخبر الأشواك
عن ضرب قبضته فمي
وخارت كلماتي بروح الظلم
بي طعنة نادت أيتام
ليل مهشم
متلعثم
حتى سهت بي طرقي
لقلبي المتدمدم – –

يسيل الندى
في حروفي إذا تساورني رغبة الملتقى ..
وتلك الفراشات
فوق السطور تناجي فينا ربيع الصبا …
وشمسُ الصباحات
تأتي سراعا
لتهمي على حيِّنا
في الضحى …
فقلتُ صباحُكَ
أحلى وأندى
وقلتَ صباحُكِ
كُلّ المنى …
فغرّدَ طيرٌ على الغصنِ لحناً
تناهى إلى مسمعي كالندى …
فقالَ الصباحُ لأنتِ السماحُ
وأنت لقلبي فيض الهنا …