مرحباً بأصدقاء الأدب والكُتب, هنا ملتقى الأدباء ومجلة الكُتاب العظماء, هنا حيث ننثر من ربيع الكلمات مطراً .. أهلاً بكم
اجتماع أكثر من مليون و800 ألف حاج قدموا من أكثر من 150 دولة على صعيد عرفة في مساحة محدودة من الأرض مشهد وحدث لا يمكن أن نراه في أي مكان آخر في العالم غير هذه البقعة المباركة التي أكرمها الله بأن تكون محج المسلمين من سائر أرجاء المعمورة. أولئك الحجاج الذين قصدوا الديار المقدسة لتأدية الركن الخامس في الإسلام ابتغاء مرضاة الله ومغفرته، ومن أجل أن يعودوا إلى ديارهم وقد من الله عليهم بالحج المبرور والسعي المشكور، إنما يؤكدون أولاً على عظمة الدين الإسلامي الحنيف الذي يوحد القلوب ويجمع الشتات ويعظم شعائر الله، ويؤكدون ثانيًا على أن أمتنا الإسلامية التي تلهث يوم عرفة بالتكبير والتحميد والتسبيح بكرة وأصيلاً، إنما هي أمة واحدة تجمعها كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله. وتبقى الحقيقة التي يلمسها القاصي والداني بأن قيادة هذا البلد الأمين وشعبه الكريم يظل يحدوهم أمل وهدف واحد: نجاح موسم الحج كل عام، وهم من أجل ذلك يبذلون- وعلى رأسهم منسوبي وزارة الحج والعمرة ووزارة الصحة وقادة ومنسوبي القطاعات العسكرية والأمنية، ومن خلال الشراكة التفاعلية وتكامل الجهود – كل ما يملكون من جهد وإمكانات لخدمة حجاج بيت الله الحرام والسهر على راحتهم والحفاظ على أمنهم وتسهيل آدائهم لهذه الفريضة بكل سهولة ويسر. هذه الجهود المباركة هي كما ذكر سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في استقباله للمهنئين بعيد الأضحى المبارك في قصر منى “محل فخرنا واعتزازنا، وسنواصل – بحول الله – بذل الجهود وتسخير الإمكانيات، لتيسير أداء الحج كل عام إلى ما لا نهاية”، فهذه هي رسالة المملكة الخالدة ومهمتها المقدسة أمام الله ثم أمام أمتها الإسلامية التي تمنحها هذه الرسالة تلك المكانة المتميزة في مجتمعها الإسلامي، وتمنحها الريادة في الدفاع عن قضايا أمتها.
ولا شك أن التوسع هذا العام في استخدام “بطاقة الحاج”، ضمن حزمة الحلول الرقمية المتنوعة التي تقدمها وزارة الحج في موسم حج هذا العام 1444هــ؛ بهدف الارتقاء بالخدمات المقدمة، وذلك عبر إسهامها في تيسير إرشاد التائهين، والمساعدة في التواصل مع قائد المجموعة، وأيضًا إتاحة الحجز لحجاج الداخل إلكترونياً والدفع على دفعات لأول مرة في موسم حج هذا العام، وتفعيل تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل تحسين تجربة الحجاج، إضافة إلى تطبيق الحجز الإلكتروني لـ67 دولة من أوروبا والأمريكيتين وأستراليا، إلى جانب مشروع “منصة الحج الذكي”، ومبادرة “الرقابة على الخدمات”، وبرنامج «التفويج» المخصص لإدارة الحشود عبر النظام الالكتروني المعمول به منذ موسم حج 1440، واستخدام تقنية تبريد الطرق لأول مرة عبر الدهان باللون الأبيض عبر عكس أشعة الشمس، ونقل حوالى 300 ألف حاج عبر قطار المشاعر المقدسة ونقل بقية الحجاج عبر أكثر من 20 ألف حافلة مهيئة.
لا شك أن كل هذه التطورات الكبيرة والأساليب الجديدة في التيسير على الحجاج كان له أثره الكبير في نجاح موسم حج هذا العام.
هذا النجاح الذي تحقق بشكل مبهر يستوجب تقديم أسمى آيات الشكر والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده المحبوب الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على اهتمامهما الشديد وحرصهما الكبير على تقديم أفضل وأجود الخدمات لضيوف بيت الله الحرام، وكل عام وبلادنا الغالية بخير وأمن وسلام ورخاء.
تنهكنا أحياناً بوتقة الحياة، وهي تغتصب منا الأفكار والكلمات، أثناء الحديث أو الكتابة، والتي تسطر لنا معالم معلقة كخارطة خولاء، نصفها يتمتم، والآخر فارغ ينم عن فكر قاحل لايميز رائحة الحقائق والآراء التي تنبثق من الفكر الإنساني، فـلماذا هذا ياترى…؟!
لماذا تبقى الأوراق مجرد قراطيس مكومة عالقة بين حبر ناشف وفكر مثقوب لانملك من المعلومات إلا عناوينها، وربما أن عناوينها أيضاً تعبرنا دون انتباه أو أهمية .
فمع هذا الصخب الذي ملأ الدنيا، تحتاج البشرية إلى الارتواء الفكري من شتى الجوانب المعلوماتية؛ ليسهل التجاوب مع الحياة المعاصرة، ويمثل فيها وجوده وتعامله، برقي ، اتزان ومعرفة يبني فيها نفسه ، وفكره ، جيله ، وعائلته الصغيرة بمداد معرفي راقٍ، يستطيع أيضاً أن يتحدث، وماذا يقول؟ إلى أين يتجه؟ مع من يتعامل؟ كيف يتعامل؟ ومن يرافق؟
فـ بهذا الارتواء الفكري يستطيع أن يقيم نفسه كفكر؛ لأنه يستظل بالمعلومات والمعارف التي استطاع بها أن يميز رائحة الورق المليء بالموضوعات التي تهمه وتعنيه، في حين آخر ترى الحياة بمنظار مختلف، تبني فيها عالمك القادم .
علينا كذلك ألاّ نكون في موقف نجيب محفوظ والذي سطر لنا قاعدة حياتية مهمة عندما قال : “إن أكبر هزيمة في حياتي هي حرماني من متعة القراءة بعد ضعف نظري”.
فالقراءة تقوي علاقتنا باللغة العربية، ونعرف من خلالها مكامنها وروائعها ومداخلها النفيسة .
وجدنا رؤية قوية لدى أحمد صبري غباشي في قوله:لا شيء يوطّد علاقتي باللغة مثل قراءة القرآن .
كلام حقيقي وصحيح يجعلنا في دوامة مع مراجعة الذات، التي ربما أن تقاعسها عن القراءة يجعلها بعمر فكر لايتعدى القرن الأول من الميلاد .
عزيزي القارئ علينا أن نرتدي شعارات الجمال دائما بقولنا: “أحب الكتاب” لا لأنّني زاهد في الحياة، ولكن لأنّ حياة واحدة لا تكفيني.
بالقراءة نُحلق ، نُسافر ، نتسع ، نستمتع ، نستزيد ، وكأن بساتين الحياة زُرعت في عقلنا، وفي نهاية السطر قبل النقطة أستطيع أن أقول كلمة مهمة:الكتاب هو النور الذي يرشد إلى الحضارة.
في محاولة لفهم الحب.. يقول الكاتب الأسترالي هيو بريكي: “يمكن أن يبدو الحب قوة بدائية، مزيجًا مسكرًا من الرغبة والعناية والنشوة والغيرة، متأصلًا في قلوبنا. والنقيض القطبي للعقلانية المقاسة للفلسفة والتكهنات النظرية”.
الحب شعور سامٍ، وقيمة إنسانية نبيلة وعظيمة في ذات الوقت، يجب علينا الاعتراف أولًا أننا شوهنا معناه قبل أن نفقده
اختزلنا الحب في وجوه جميلة وجسد متناسق.
اختزلناه في دائرة المتعة والفن العاري والكلمات التائهة، وعلى الطرف الآخر بدأ البعض بتحريمه، وربط كلمة (الحب) بكل ما هو نقيصة فجعلوا مصطلح (الحب) في مواجهة الدين؛ لنظل نراه حرامًا فنحروا الحب بين دائرة الحب والحرام وبين دائرة الحب والعيب.
أصبحت مفردة الحب تُشير إلى معنى غير مرغوب فيه للأسف لأنه مرتبط بالوجه السلبي له، وعليه فقدنا أعظم قيمة عرفتها البشرية عبر العصور، وهي (الرحمة) تلك الثمرة العظيمة للحب العظيم دائمًا، فصار جفاف البيئة لدينا مشكلًا لجفاف الإنسان رغمًا عنه.
الحب شعور إنسانى عظيم، يدل على الحياة، كما يدل على الإنسانية، وهو أحد مشتقات الرحمة وآثارها، فالرحيم هو الذى يحب، ومن أحب دل على أنه رحيم، والحب عطاء، وكرم، وحالة فريدة من حسن المعاملة، ويرتبط الحب بالتعبير عن المشاعر ويتجدد دوما ليتخطى الإنسان به مشكلات الحياة وهمومها، ويكاد يجمع علماء الدين على أن التعبير عن المشاعر، ولو بالكلمة الطيبة، هو جبر للخواطر، وأن نشر ثقافة المحبة يسهم فى استقرار المجتمع، ويساعد الإنسان على تجاوز أزماته.
هذا الشعور الرحماني يختبئ في جميع أركان الكون في الطرق والممرات التى نعبرها كل يوم بين كلمات الناس وداخل أشيائنا الصغيرة.. الحب موجود حولنا وداخلنا وفي أعماقنا، يجب أن نعترف بأن الحب موجود في الأرض والأرواح والأنفاس كل روح لا تعرف الحب؛ فهي روح خاوية؛ فالحب روح الله التى ترعانا وعينه التى لا تغفل عنا فلماذا نرفضه؟!
أصبح الحب في دواخلنا أسير الخوف من العيب أو المسؤولية أسير نظرة تتهمنا بالجنون (فقيسٌ مجنون) أو نظرة استعلاء لشعور مُحرم (فزُليخة كما تُروى القصص مشاعرها مُحرمة)؛ فنهرب من هذه النظرة بادعاء القسوة والغلطة رغم أن مشاعر الحب بكل درجاتها هي قيمة عظيمة فطرية، غرسه الله فى قلب كل مخلوق، فهو فطري لكنه كالبذرة الصغيرة إذا وُضع فى أرض طيبة صالحة نبت وترعرع، بينما وإذا وُجد فى أرض صلبة قاسية جيرية أو حجرية لا تحسن استقبال البذور، مات واندثر.
حبوا أنفسكم تقبلوا من يختلف عنكم؛ كونوا سعداء وابتعدوا عمن يؤجج ويُسوق لكلمة (وش دخلني).. (بالغ بحب ذاتك) وبعض المصطلحات التى صارت تنوب عن المبادرات الجميلة؛ فالحب في دواخلنا أسير الخوف من العيب أو المسؤولية. أو الحرام.
وازن بين عقلك وعواطفك في مشاعرك وسلوكك و أداءك ، هذه الجملة قرأتها في أحد القروبات الأدبية في الواتس اب وقفت عندها قليلا ،،
لو افترضنا أنني حكمت عقلي في قضية انسانية وتجاهلت عواطفي لأجل المصلحة العامة أنا بذالك عطلت عواطفي واتخذت اجراء يحكمه العقل واذا حكمت عواطفي في قضية انسانية وتجاهلت عقلي لأجل الانسانية انا بذلك عطلت عقلي واتخذت اجراء تحكمه العاطفه ،
لذلك أجد أن العلاقة بين العقل والعاطفة هي علاقة متناقضة تحكمها الظروف والمواقف ،
من وجهت نظري الخاصة أن الواجب الاحتكام الى نص أو قاعدة شرعية أو قانونية ليكون هناك حد وفصل بين الصراع الذي يكون بين العقل والعاطفة وأن لا ننجرف وراء عقولنا أو عواطفنا حتى نتصارع مع ضمائرنا وأنفسنا وأرواحنا وبالتالي نقدم سلوك وأداء جيد يخدم المجتمع والبيئة المحيطة .
إن بعض الممارسات التي يمارسها بعض الكتاب والأدباء والمثقفين تنم عن قناعات تم اكتسابها من بعض الكتب الملوثة فكريا والنظريات العلمية .
وهناك مسألة مهمة جدا شغلتني كثيرا ألا وهي الخيال ، إن عالم الخيال عالم وهمي يخرجنا من الواقع الذي نعيش فيه سعادة وأحلام لحظية وننسى السعادة التي بين أيدينا
قال لي أحد الأصدقاء إن أردت أن تكون سعيدا بكل بساطة كن سعيدا لا تنتظر السعادة من الآخرين .
أما وضع الخطط الاستراتيجية والتكتيك نحو السعادة فهو أمر غير مجدي لأن الانسان بذلك يغفل عن السعادة التي في متناول يديه
ومن أراد العمل فليبادر بالعمل ومن شعر بالعطش يتناول شربة ماء لا يؤخر ذلك ومن أراد تناول طعام يتناول الطعام لا يؤخر ذلك ومن أراد النوم ينام الأمر بكل بساطة وسهولة
الانسان يستطيع أن يستمتع بشرب كوب قهوة وهو في منزله ويشاهد التلفاز بين أولاده وإخوته وليس فقط من يتناول قدح من القهوة في باريس .