أسرج قوافيك
( اليوم الوطني الثالث والتسعون )
--------------
أســرج قـوافـيك هــذا الـمـجدُ قــد وقـفا
والــشـعـرُ بــيـن الـحـنـايا لـحـنَـهُ عــزفـا
واكــحـلْ بـــه مُـقـلـةَ الـتـاريـخ مـقـتـبساً
مــــداده مــــن وريــــدٍ بـالـحـشا نــزفـا
نـهراً مـن الـعشق يـنبوعاً سـقى خـلدي
فــــلا تــلــم عـاشـقـاً دمــعـاً لـــه ذرفـــا
مـــا كُـنـتُ صِـنـواً لـقـيسٍ فــي مـحـبَّتهِ
ولا لـــثــوبِ الــغـوانـي مــــال والـتـحـفـا
فـاشقق فـؤادي تـجد فـي مُهجتي وطناً
مــن نـهـره الـعـذب ذاق الـقـلبُ واغـترفا
ألائـــمــي فـــيــهِ مهـــلاً إنَّــنــي ولِــــهٌ
فــكـلُّ مــافـيَّ مــن نـبـضٍ قــد اعـتـرفا
لـــو ذاقَ مـنـهُ زهـيـرٌ مــا ارتـشـفتُ بــهِ
مـن وابـل الأمـن عـن مـدحٍ لـما انـصرفا
ولــــــو أنــــــاخ أبـــــو تـــمــام نــاقــتـه
بـسـاحـه ســاعـةً أهـــدى الـمـديـح وفـــا
فـقــم إلـيــه وقـــبّــل طُـهــرَ غُـــرَّتــهِ
دسـتـورهُ الوحي هـل غـيرٌ بـه اتَّـصفا؟
أحـــاطـــهُ مــنــهــجُ الــمُـخـتـار بُـــردتَــهُ
فـلـيخسأ الـشِّـرك أن يـلـقى بــه شـرفـاً
مـضت ثـلاثٌ على التسعين ما انتكست
مــنــارةٌ فــيــه .. مُـــذ تـوحـيـده هـتـفـا
طـــــوى الـمـسـافـات إنــجــازاً وتـنـمـيـةً
الــشـرق والــغـرب أثـنـى تـحـتهُ الـكـتِفا
بـــرؤيــةٍ ومــضــت فــــي كــــل زاويــــةٍ
حــتّـى أقـمـنـا عــلـى الأفــلاكِ مُـعـتكفا
نــعـم حــفـاةٌ مـــن الـصَّـحراء خُـطـوتنا
شـقَّت كـما الـسيل أُخـدوداً إذا انـجرفا
فــأورقــت فــــي رُبــانــا كُــــلَّ بـاسـقـةٍ
كـالـنَّخل نـسـمو وإن ريــحٌ بـنـا عـصفا
عـبـدالـعزيز ومـــا شــمـسٌ لـكـم غـربـت
فــدولـة الــعـزِّ كـــم تــاقـت لكـم شغفا
أورثــتــهـا قـــــادةً حــاطــوا قـداسـتـهـا
حاشا بدور الدّجى أن ترتضي السَّخفا
فــلــو رأت عـيـنـكـم سـلـمـانَ مُـعـتـلياً
عـرشـاً بــه الـحـزم أولـى الـدولةَ الـكَنفا
وذاد عــنــهـا رمـــــاح الــمـكـر طــهَّـرهـا
مــن كُــلٍّ فـكـرٍ خـبـيثٍ خـالـفَ الـسَّـلفا
وأســلــمَ الـعـهـد مـــن صــكَّـت بــوارقـهُ
مــسـامـعـاً لــلـعـدا هـامـاتِـهـم قــصـفـا
رؤاهُ كــالـفـجـر شـــقَّــت كُــــلَّ حــالـكـةٍ
مـــن الــظـلامِ طَـمُـوحٌ يـرتـدي الأنـفا
لا الـمـسـتـحـيل لـــــه يـــقــوى مُــنــازلـةً
هُــنــاكَ فــــوق الــثُّـريـا يـبـتـغي غُــرَفـا
الــبــرُّ والــبـحـرُ مــنـهُ تـكـتـسي حُــلـلاً
وغـــازل الـنَّـجـمَ حــتَّـى مـــال واعـتـرفا
فـهـل عـلى الأرض مـن غِـرٍّ سـيجهلنا ؟
فـــذاك عــقـلٌ تــوارى يـشـتكي الـخـرفا
وفــخـرُنـا فــي خــتـام الــقـول أنَّ لــنـا
فــي خـدمة الـبيت حـظّاً حـسبنا وكـفى
٢٨-٢-١٤٤٥هـ
١٣-٩-٢٠٢٣ م