وقفة أدبية -
بقلم الأديبان :
أ. جبران قحل
د. طارق بن يسن الطاهر -
تفشت ظاهرة الاستعراض واستخدام المحسنات البديعية إلى درجة الافساد ، على حساب المعنى وعناصر الشعر الأخرى أثناء القرون الإسلامية الوسيطة او ما يسميه مؤرخوا الأدب العربي عصور الانحطاط ، من نهاية العصر العباسي الثاني إلى ما قبل العصر الحديث ...
حيث دخل حساب الحروف في العملية الشعرية ، وظهر الشعر التاريخي الذي يعتمد حساب الأرقام عبر أبجد هوز وقيمة كل حرف رقميا ، ومنه أبيات تأتي بدون حرف منقوط، وأبيات تأتي متفرقة الحروف غير متصلة ، وأبيات تقرأ من اليمين إلى اليسار ومن اليسار إلى اليمين ومن أعلى لأسفل والعكس ، وغير ذلك مما أخرج الشعر من غرضه وهدفه ، وأدى إلى ترهل الشعر وفقدانه نكهته وتأثيره ،لذلك قلما تجد في هذه الفترة شاعرا لامعا يلفت الانتباه ، حيث طغت هذه الظاهرة على امتداد البلدان العربية وغلبت على ادبائها وشعرائها بما فيهم شعراء الجزيرة العربية.. كذلك الذي يقول :
اكتب ككتبي كما قد كنت اكتبه
كتبا ككتبي لهذا الكتْب في الكُتب
كذاك كنا ، فكن في الكتب كيف نكن
إن لم تكن كيف كنا، كنتَ ذا كئِبِ
وفي هذه الفترة أيضا ظهر الشعر الحميني في جنوب الجزيرة العربية.