نصٌ يائسٌ للأصنام البشرية
فهي كالحجارة ...
لطيفٌ زيتهُ قلبي
إذا ما مسّهُ نورٌ يكاد
بشدّة اللّمعانِ يحترقُ
فقلبي الكوكبُ الدريُ
توقدُهُ
سنابل حقلنا الكونيّ
من شُهبٍ
لتعبرَ شهقةٌ أُسرتْ ومن رئتيّ تنطلقُ
وقلبي وحيُ نافلةٍ
تخفف ثقل صلصالي
وتفتح هوةً تمتد من قاعٍ لأقصى الروح
يرفعني فأنْعتِقُ
وقلبي مثلُ مشكاةٍ
وفيها يسكن المصباح نوراً
من حنايا الشمسِ ينبثقِ
وحين تقبّل النجمات خدّ الأرض بالأضواء
مني يخجل الشّفقُ
يفتِّحُ قلبيَ الأبوابَ
للماشينَ في درب الأسى زُمراً
وللآتين من تعبٍ
ويأوي النظرةَ الحيرى
وينغلقُ ..
ففي قلبي :
اتساعٌ لا قياس لهُ
لمن حلّتْ بهِ الضِّيقُ
وفي قلبي شرايينٌ من الكلماتِ
أوردةٌ من المعنى
وحُجْراتٌ تخبئُ
للمجازِ رؤىً
وبالأحلامِ تتسقُ
ورغم تعطُّلِ الآبارِ
يكفي أن تحرّكها
مزاميرٌ من الألحانِ أنفُخُها
فإن فاضتْ
يشدّ مقامَها الغرقُ
فيا أسفي !!
على موتِ القلوبِ
إذا
ترّهلَ وجهُ حاملها
تعرّت من طهارتها
ومَنْ
مِنْ طِينِها خُلِقوا
قلوبٌ تمنحُ الأحجار قسوتها
وما زالتْ
مياهُ الحبِّ
تحفُرهُا
ولا يتشكّلُ النفقُ !
قلوبٌ حينما نأتي لندخلها
ستأبى أن تضيّفنا
ولو ضلّتْ بنا الطرقُ
فهل من أدمنَ السوءات
وارى قلبهُ مرضٌ
وأودى
باسمهِ النَّزقُ
وهل من يذبحُ الأشجار
لو مُدت أيادي الغصنِ
عاليةً
سيغفرُ ذنبهُ
الأفقُ
وهل من صحّر الأنهار
مغتالاً منابعها
يعود لأرضِهِ الحبقُ
فبعضُ الوردِ
يأسِرني
لساعاتٍ
وليس لعطرهِ عبقُ
وتجذبني فساتينٌ
ولكنْ حين أسكنها
يظلّ نسيجها
الأوهى ..
من الأطرافِ ينفتقُ
وكان القلب بي يجري
إلى دربِ الهوى
زمناً
وبالنظراتِ
أستبقُ
وكنتُ أسارقُ الأوقات
حتى ملّني
صبرٌ
وحتى ملّني قلقُ
إلى أن مسّني ضرٌ
وعني قوميَ
انطلقوا
فماتتْ كل أمنيةٍ
بيَ اختمرتْ
ليُصلبَ فوقها
الورقُ