مرحباً بأصدقاء الأدب والكُتب, هنا ملتقى الأدباء ومجلة الكُتاب العظماء, هنا حيث ننثر من ربيع الكلمات مطراً .. أهلاً بكم
أنا منصتٌ للخوف في وقع الخُطى
تجتاز أميال الحياة ولم تصلْ!
متوجعٌ للحائرين قلوبهم
تمضي إلى غدها البعيد على وجل!
متأملٌ لملامح الحزن التي
تحكي ، وإن سكت اللسان فلم يقلْ!
متعجبٌ للباذلين بصدقهم
لا يشتكون من الزمان وإن بخلْ!
متوجسٌ من أوجه الحب التي
تأتي وتسرقها الظنون على عجلْ!
أنا مثقل بالصمت كل حروفه
تعبتْ من السطر المدجج بالجمل !
أنا حالمٌ .. بل شاعرٌ .. في روحه
حلمٌ يرويّه الغمام ولم يزل !
حلمٌ إذا ما حان .. قلت لخافقي
قد قالها ربُّ العباد وقد فعل!
سَأُلْقِيهَا .. سَأُلْقِيهَا .. سَأُلْقِيهَا
عَلَى أَسْمَاعِ مَوْتٍ فِي مَنَافِيهَا
عَلَى وَجْهِ الْحَيَارَى .. فِي عَبَاءَتِهَا
عَلَى أَنْحَاءِ خَاصِرِهَا.. وَفِي فِيهَا
وَيَهْمِسُ شَعْرُهَا رَقْصًا عَلَى صَدْرِي
وَأَنْفَاسِي يُبَلِّلُهَا تَصَابِيهَا
بِقَافِيَتِي .. عَلَى أَرْدَافِ “كرتتْها”
أُزَاحِمُهَا .. وَأَلْعَقُ كُلَّ مَا فِيَها
وَإِنْ عُدْنَا بِلَا قُبَلٍ.. دَفَنْتُ فَمِي ..
وَفِي أَدْغَالِ أَوْرِدَتِي ..أُوَارِيهَا
وَأَقْضِمُ كُلَّ أَشْعَارِي.. وَأُلْقِيهَا
عَلَى طِينٍ.. يَضِجُّ بِبَحْرِ سَاقِيهَا
فلا تَقْفُ ما ليس يُثْنِيك
عن صفحة العمرِ
واختم بها عذرك السرمديَّ
إذا احتاجك الليلُ
زاويةً تستريح بها
من ركام الوصولِ
ولا تبْتَهِجْ والدروبُ تُخاصِمُ عابرها
والمدينةُ بابانِ
أغلَقها الوعدُ
حتى تجفَّ المواويلُ
كُنْ قسَماً لا يحيفُ
ولا يقطع الفجرَ
إنْ جاء في فألِهِ مُترَعاً بالكلامِ
يسوق الحنايا
يئنُّ بها في التفاتِ المسيرِ
يلوّح للوقت
كيف تكون الرؤى غيمةً من حنينْ.
..
أسْرِج الوجهَ
وافتحْ له نور عينيكَ
واقرأ عليه رحيق انتمائك للحبِّ
كن وِجْهَةً ليس يعرفها البحرُ
لا تلتقيها الممرات
لا تقرأ المتنَ
حتى تنوءَ القصائدُ من حبرها
ربما أيقظتها البقايا
وجاءت بها في سراب حزينْ
..
أيها الشِّعرُ
كن قَدَري حين تَقسِمني روحُكَ المُسْتَبِدَّةُ
واشهدْ عليَّ
إذا غابَ وابِلُكَ اللايحينُ
ولَوِّنْ ممرَ العناقيدِ
وهي تسيلُ بأوهامها
دعْ يقينكَ يحفرُ في جسدي
ريح هاجسك المرّ
وهو يكوّمني في تعاريجك القرمزيةِ
والراحلون على هيبة الضوءِ
يقتبسون رؤى الدفء في صمتهم
كلما قرأوكَ..
أعدني إليك
لأوراقك المستظلّة في وجعي
عند ناصية الحبر
أمسحُ كفي التي آمنتْ بالقصيدةِ
تنثرني في التآماتها
عند نافذةٍ في هزيع المطرْ
إن المدرسة النبوية هي خير مدرسة يتعلم منها الإنسان مفاهيم الحياة وليس فقط الشرائع والعبادات بل حتى المعاملات مع الناس والزواج والأسرة والأصدقاء والصدق والأمانة والخلق الحسن ،
بينما أنا أتصفح كتاب نيل الأَرب من جامع العلوم والحكم لابن رجب ، قرأت حديث شدني كثيرا وفيه من الموعظة الحسنة والقيم الأخلاقية الكثير .
يقول : عن أَبي ذر جندب بن جنادة ، وأبي عبدالرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( اتَّقِ الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن ) رواه الترمذي
أن تتقي الله أن تخشاه وتخافه وتحذر منه غضبه وسخطه وعقابه
وذلك يكون في فعل طاعاته واجتناب معاصيه ،
والحسنات يذهبن السيئات و أجمع المسلمين على ذلك ماعدا الكبائر فلابد لها من توبة ،
وقوله صلى الله عليه وسلم وخالق الناس بخلق حسن ،
هذا من خصال التقوى ،
وقفت كثيرا على هذا الحديث وخصوصا على هذا المقطع الأخير من الحديث الخلق الحسن ، وأنا لا أعمم نعم هناك بعض من يتحلى في حسن الخلق ولكن ، نجد كثيرا من الآباء يريدون لأولادهم أن يحصلوا على أعلى الشهادات وأعلى المناصب ولم يحرصوا على أن يتحلون بالخلق الحسن أو مكارم الأخلاق ،
نجد دكتور أو مسئول لا يتحلى في مكارم الأخلاق أو حسن الخلق أو أو أخلاقيات المهنة وقس على ذلك المهندس والمدرس ،
بل حتى في المجتمع والشارع
نجد الجار لا يتحلى في أخلاق حسن الجوار وفي الشارع وإماطة الأذى عن الطريق
أين الأخلاق قديما أين شيم العرب أين مكارم الأخلاق أصبحت قلة قليلة في هذا الزمن وأصبحت الغلبة للكاذب ومن لهم الصوت العالي الفاسدين والمنافقين وينظر إلى الشخص حسن الخلق بنظرة المسكين الطيب ولد الحلال الذي لايؤذي أحد
ماهذه المفارقة في الاختلاف المتناقض ما بين الشخص الفاسد والشخص حسن الخلق والشخص الكاذب والشخص الصادق ،
أذكر أن هناك شخص كذاب دائم يتردد على ديوانية والكل يعلم أنه كذاب وهو يعلم أنهم يعلمون أنه كذاب وهم يعلمون أنه يعلم أنهم يعلمون أنه كذاب وكذب في كذب وإذا غاب عنهم فقدوه أولا قالوا عنه السوء ومن ثم اتصلوا عليه يتفقدونه وعندما قلت لهم لماذا هذا الاهتمام بهذا الشخص وهو رجل كذاب قالوا لي بكل برود يسلينا ( عجبي )
وفي يوم من الأيام كانت هناك مناسبة عرس كبيرة وجاء رجل وقور محترم له من الإجلال والتقدير والاحترام الشيء الكثير ويمشي في المسار المتجه إلى المعرس حتى يبارك له في زواجه وعندما اقترب عند المعرس جاء رجل من وراءه وتقدم عليه ومسك الموبايل يصور في السناب شات وأوقف سير المباركين والمهنئين للمعرس والمعرس يبتسم والرجل الذي يصور مغيب عقله بالموبايل بطريقة قبيحه منفره والرجل الوقور المحترم ينظر اليهم ويبتسم وهو على مضض وحرقة وأنا أنظر اليهم من بعيد .
هناك تفاصيل صغيرة يدركها العاقل الواعي لمفهوم حسن الخلق ولكن الجاهل غير الواعي لهذا المفهوم الإنساني لن يدركها
يجب علينا أن نحاسب أنفسنا ونربي أنفسنا ونربي أولادنا على حسن الخلق ومكارم الاخلاق حتى يصبحوا مصلحون في المجتمع
الكاتب فيصل سعود العنزي