يانفحةَ الأمنِ عندي الرِّيحُ تغتسلُ
ويستَجِمُّ على أعطافِها الأملُ
دوائِرُ القَحطِ أطيافٌ مُسافِرةٌ
والغيمُ بَاقٍ، فَلا حُزنٌ ولا وجلُ
ولا اغترارٌ بسيفِ الطين إنْ سُلِبَتْ
منهُ العيونُ وأوهى عزمَهُ الدَّخَلُ
ولاجِباهٌ بِعصفِ اليأسِ قَدْ نُكِسَت
وموكِبُ العزِّ بالعلياءِ مُقْتَبِلُ
ولا شحوبٌ بوجهِ الكونِ حيثُ ندى:
وكلتُكَ اللهَ أمري حيثُ أرتَحِلُ!
لن تعرفَ الرجفةَ الرَّعناءَ ناصيةٌ
كانت بقلبِ النَّقَا بالصدقِ تبتهِلُ
من وحي شاهوا… وَحَمْدُ الغَارِ كان صدى
فَتحِْ الفُتُوحِ، وكانَ الكونُ يَحْتَفِلُ
يمشي السلامُ بروحِ الكونِ بينَ خُطىً
تُعلِّمُ الليلَ كيفَ البدرُ يكتَمِلُ
وتُقْرِئُ النارَ سِفرَ الماءِ قبلَ لظى
ترائبِ الشوكِ إنْ سالت بها السُّبُلُ
يا جنةَ الغارِ، عهدُ العادياتِ مضى
وصرتُ فيكِ ببردِ الأمنِ أشتَمِلُ!