وقفتْ هناكَ وللعيونِ بريقُها
ولها ابتسامٌ قد أذابَ هوايَ
قد راودتني نظرةٌ من لحظِها
والثغرُ أشعلَ في الوجودِ فضايَ
ممشوقةُ الرَّسمِ النَّحيلِ مُمَوسَقٌ
وضَّاءةٌ كالبدرِ وسْطَ سمايَ
خُصلاتُها الشقراءُ فوقَ جبينِها
ذهبٌ كلونِ الشمسِ في مَرآيَ
أنفاسُها رَوحُ الأزاهرِ سارحٌ
من نفحهِ أسَرتْ به دُنيايَ
فيها تجلَّتْ كلُّ خارطةٍ مضتْ
للعشقِ مِمَّا قد رأتْ عينايَ
جاءتْ إليَّ وسِحرُها مُتوهِّجٌ
تمشي وتعزفُ في خُطاها النَّايَ
وقفتْ أمامي لا حواجزَ بينَنا
إلاَّ سُكونٌ يحتويه مُنايَ
وخشيتُ أنِّي من هواها أرتمي
وتخورُ من فرْطِ الحياءِ قوايَ
قالتْ لي: يا (عمُّو) ، وخِلتُ بأنَّها
نادتْ سِوايَ وما هناكَ سِوايَ
وشعرتُ أنَّ الكونَ أمطرَ فجأةً
أوَ ذاكَ فِعلاً ما وَعَتْ أُذُنايَ ؟!
(عمُّو) أنا ؟! لا لستُ (عمُّو) إنَّني
ما زلتُ أحلمُ كيْ أعيشَ هنايَ
أنا يا ابنةَ العشرينَ عُمري لمْ يزلْ
غَضاً وهذا الشَّيبُ لونُ صَبايَ
لا لا تَغرَّكِ هذه الخمسونَ من
عُمري وقد حُسِبتْ بدونِ رضايَ
لا تنظري للحزنِ في وجهي فما
تلكَ الخطوطُ سوى ندوبِ حَكايا
في خافقي يحيا ربيعٌ زاهرٌ
ولهُ بدربِ الحُبِّ بعضُ بقايَا
فيهِ احتضانُ الوردِ حِسٌّ دافئٌ
يرعاهُ مغروماً بهِ محيايَ
أنا يا ابنةَ العشرينَ غِرٌ يافعٌ
خلفَ السِّنينَ أضَعتُ صوتَ نِدايَ
هيَّا تعاليْ كيْ تُعيدي نبضَهُ
ولْتنفُضي عُمراً حوتْهُ زوايَا
ضحكَتْ وولَّتْ في براءتِها التي
قد جدَّدتْ خُطواتُها شَكوايَ
حُلُمٌ أتاني واسْتفقتُ وليتني
لَمْ أسْتَفِقْ وبقيتُ في رُؤْيَايَ،،
***