أَشَاخَتْ
صباحاتُ هذي القُرىٰ !
تغنّي الرُّعاةَ
وحُرَّاثَ زرعٍ وأهلَ السُّرَىٰ
وغيمٌ يُهَدهِدُ أوجاعَها
ويَهميْ
عليها كدمعٍ جرىٰ
وقد مالَ عنها
وشدّ الرحالْ
رجالٌ أُبَاةٌ تَعَلَّوا الذّرى!
فهل شابَ دهرٌ
على شَطِّها
وما عادَ فيهِا نعيمٌ ولا
عاد فيها ربيعٌ يُرَىٰ
ونامت علىٰ ضيم ِ
هجرانِها
وحزنٍ عصيِّ السّلوِّ على ما جَرىٰ
ولم يبق إلاّ رسومٌ
تُحاكيْ الثَّرىٰ
و آثارُ خطوٍ وما وثّقُوا
من عُرىٰ
تفوحُ المروءاتُ من صلبِها
وما خلَّدوا
من أسودِ الشّرىٰ