:::::::
خُذني لروحكَ نهرًا في صدى الطينِ
وازرع لنبضِكَ نبضًا من شراييني
=
جِئني على ناي أحزاني أُرتِلنُي
لتستفزَ دمي حُمَّى التَلاحينِ
=
وانسُج حُروفكَ فُستانًا يُراودني
على شواطي النَّدى في ليلِ تشرينِ
=
رملُ ابتكارك في رملي رمى مطرًأ
فجرَّحته.. مع المنفى سكاكيني
=
ألوذُ بي.. ومداري همسُ قافيةٍ
به أُكحَّلُ أوراقَ الافانين
=
صمتٌ خجولٌ أنا والليلُ ثرثرةٌ
تمتدُّ من نزقي حتى المجانينِ
=
في لحظتي تقعُ الضحْكاتُ ناعمةً
والوردُ يُطعِمني عِزَّ السلاطينِ
=
ما مَرَّ بي عطشٌ؛ إلَّا وراودني
هل كُنتَ مِن نَزَقٍ سُنِّنتَ يا طيني؟!
=
أجرُّ خطوي على وادي الظما وأنا
أُلملمُ الماءَ من كفِّ الرياحينِ
=
وأزرعُ الروحَ في أنفاسِ رابيتي
لينبُتَ العطشُ المكسورُ في التينِ
=
ويكشفَ البردُ عن ساق الرؤى
ويدي؛ تخط بالنجمِ أحلامَ الحساسينِ
=
انا المسافاتُ.. من ذا سوف يُرجِعُني
لظلِ نفسي، وينسى عُرسَ تأبيني
=
من سوف يحنو ودربُ الموتِ ينزفُني
يزفُّني وجعًا في ثوب نسرينِ
=
مَن لم يقُلْ: بفمي، سرب الحمائم
يحيا، جاء يُطعِمَه الـ.. ما عادَ يُغريني
=
إنّي تركتُ الرؤى، عطَّلتُ بي حدَسي
لم أدَّعي ما دعوا، بل كدتُ أمحوني