حين نظرت من شاطئ الغدير إلى جزيرة قُمَاح قلت :
يومٌ لهُ في خافقي ترحابُ
إني أراك وتبسُمُ الأهدابُ
يومٌ بهِ الأشواقُ تدفعني إلى
أن نلتقي فلتُفتَحِ الأبوابُ
نأتي وفي اللقيا سرورٌ عاطرٌ
ولكُلِّ بُعدٍ إن عَزَمَتَ إيابُ
يا مَن تُسائلُني اللقاءَ أما ترى
أنَّ الحياةَ إذا ابتعدتَ عَذابُ
وإذا دنوتَ إلى السَّعادةِ لم تجد
إلَّا الصَّفاءَ وللصَّفاءِ شرابُ
فإذا نظرتَ رأيتَ خِلّا باسماً
وإذا سألتَ بما سألتَ تُجابُ
لا تنتهي الأشواقُ ما دامَ الهوى
مُتواصلٌ ولكُل وقتٍ بابُ
الذاريات مَعَ الصَباحِ تُثيرُني
ومَعَ الضحى يتزايدُ الإعجابُ
بعضُ المشاعرِ قد كتمتُ ظُهورَهَا
والبعضُ أفشت سِرَّها الأسبابُ
لو أنني فَكرتُ حالاً نلتقي
رَعَشَاتُ روحي هل لهُنَ جوابُ ؟
أوَ تمنعونَ القلبَ أن يلقاكُمُ
وتجاهرونَ بأننا أحبابُ ؟