قلبي وقد كان لا يلوي به الشغفُ
أمسى ومنيتهُ أنْ عادتِ الصدفُ
ماذنبُ قلبي إذا أردتهُ بسمتُها
وحولتهُ عليلاً هدَّهُ الدَّنفُ ؟
حسناءُ لو بسمتْ للبدرِ أو ضحكتْ
لأصبحَ البدرُ في الآفاقِ يرتجفُ
ولو تبدتْ لفجرٍ ...ذابَ من خجلٍ
وصار في حَيرةٍ ينأى وينكسفُ
البدرُ من حسنِها يجني ملاحتَهُ
والبحرُ من خدها للدرِّ يغترفُ
أوَّاهُ أواهُ من قلبٍ بها دنِفٍ
تكادُ تحصدهُ الآهاتُ والتلفُ !
فالشوقُ في طَرَفٍ والوجدُ في طرفٍ
وعِفةُ النفسِ عند الوصلِ منتصفُ
مَن مِنْ هواها بحقِّ اللهِ ينصفُني
وحاكمُ الحبِّ في قانونِها طرفُ ؟
حالٌ غدوتُ بهِ من غيرِ بوصلةٍ
فكيفَ أنعتُهُ بالشعرِ أو أصفُ؟
لا أستطيعنَّ نِكراناً إذا سألوا
إذْ كيفَ أنكرُ والأشوقُ تعترفُ؟
والقلبُ يشهدُ أني قد فتنتُ بها
وخاطري في حدودِ الصمتِ معتكفُ
والخصمُ أنثى لها قلبٌ يعاكسني
بالحبِّ مضطلعٌ في السحرِ محترفُ
قد كانَ لي هدفٌ من حبِّها فإذا
قلبي لسهمِينِ من أجفانها هدفُ
الحسنُ سهمٌ وسحرُ العينِ يتبعُهُ
سهمٌ تساعدهُ الأقدارُ والصُّدَفُ
وبينَ هذا وهذا لستُ مكترثاً
ولا أحاولُ -كي أنجو- فأنحرفُ
كأنني تائهٌ ماعادَ يسكنُهُ
همُّ النجاةِ ولا في قلبِهِ أسفُ
ماعادَ في وصلها يعنيهِ من أحدٍ
إلاَّ شهامتُهُ والصدقُ والشرفُ
لا تسألوا أينَ حطتْ بي مراكِبُنا
أنا لدى الظبيةِ الحسناءِ مُختَطَفُ