من أينَ أبدأُ جولتي أو أختمُ ؟
وبأيِّ لونٍ للمليحةِ أرسمُ؟
وهنا المشاعرُ في الحشا معزوفةٌ
من كلِّ عرقٍ نابضٍ تتكلمُ
وهنا الحروفُ تموسقتْ وكأنَّها
باسمِ الرياضِ جميعُها تترنمُ
هذي الرياضُ جميلةٌ نجديةٌ
من ذا سينكرُ حسنَها أو يكتمُ؟
عربيةٌ فيها الجمالُ مقدسٌ
والمجدُ وصفٌ والشموخُ معلمُ
وافيتُها والعشقُ يغمرُ مهجتي
والبوحُ قبل مراكبي يتقدمُ
سحرتْ أحاسيسي وأشعلَ خاطري
هذا الجمالُ اليعربيُّ الملهمُ
وعلا القريحةَ حسُّ شعرٍ غامرٌ
من نبضِ قلبي والشعورُ مترجمُ
أنا ههنا قلمٌ يسطرُ حبَّها
وأنا هنا في وصفِ روعتِها فَمُ
قبلَ المجئِ إلى الرياضِ مشاعري
كانتْ حطاماً والحشا يتألمُ
حتى كأنَّ مشاعري مفقودةٌ
والبوحُ في الصدرِ المعذبِ أبكمُ
لولا جمالُ مليحةٍ نجديةٍ
ماكنتُ أحسبُني أبوحُ وأنظمُ
هذي الرياضُ وهكذا أحساسُنا
يشدو بروعتِها الأديبُ ويغرمُ
أنا شاعرٌ أهوى الرياضَ وحبُّها
دونَ البلادِ بمهجتي يتحكمُ
أتأملُ الحسنَ المقدسَ صامتاً
والصمتُ أبلغُ في البيانِ وأعظمُ
وكأنَّهُ عندَ البيانِ يقولُ إنْ
نطقتْ مخاسُنِكِ الكلامَ محرمُ
عذراً فإنَّ مشاعري صوفيةٌ
أهوى وأعشقُ غير إنيَ مسلمُ
حبُّ الرياضِ مشاعرٌ ومواجدٌ
وقصائدٌ يجري بنبرتِها الدمُ
أنا يارياضُ -ألا ترينَ- حقيقتي
قلبٌ نقيٌّ بالبراءةِ مفعمُ
أصفُ الجمالَ وأنتقي أوصافَهُ
وأنا بقدرِكِ والمكانةِِ أعلم
فلأنتِ عاصمةٌ لأرضٍ قُدٍَسَتْ
فالبيتُ فيكِ مبجلٌ ومعظمُ
تكفيكِ بالحرمينِ أقدسُ بقعةِ
في الأرضِ ترويها وتغسلُ زمزمُ