في عامِ الربيعِ
سقطَ الربيعُ من شجرِ الكرامةِ
قالت الأرضُ:
قلبي تشقق هُشوا من على جسدي الذُباب
الغيمُ مرَّ مُلوِّحاً وشمرَ عن ثوبهِ للفرار
لا أرضَ لي هنا
فالربيعُ هُناكَ حيثُ الله
في عامِ الربيعِ
ضحكَ الرصاصُ على الصدورِ
وغنى الصوتُ النشاز
هرِمنا بالأملِ الجديد
وكُنا بين منزلتين
بين حريةٍ لها رائحةُ البعيدِ
وبين السجنِ القريب
هُنا احمرارُ الحدقِ المُدججِ
يأتي من بوابةِ العلمِ المُركبِ
من الجهلِ المُركبِ
من المحاريبِ الخاشعةِ بالنداء
يا أيُّها النهرُ المُتدفقِ بالشعاراتِ
أراكَ أسيراً خلفَ حُنجرةِ الصُراخِ
بين بيوتِ القصبِ المُرقعِ والفِللِ الرُّخام
عاد الربيعُ بلا ربيعٍ
والوردُ دامٍ
والندى سكينُ جارح
وفي الربيع تلتمعُ البيادةُ على الرؤوسِ وتخفتُ الأصواتُ حين كانت ثائرةٌ بالأهازيجِ وبالنشيد
لم يكن ذاك َ الربيعُ سوى الزيفِ
سوى النزيفِ
سوى الشمسِ ذائبةٌ في حمئة البحرِ باردةً بلا قيود
يالخائبةِ الأملِ الغريب!
هذا الربيعُ مخنوقٌ وليس للحريةِ صوتٌ
فالوردُ مخنوقٌ تحت النياشينِ المُعلقةِ على جدارِ الوهمِ
من أين يأتي ؟!
فقد سقطَ من فصولِ العُمْرِ
من تأريخ الكرامة