مرحباً بأصدقاء الأدب والكُتب, هنا ملتقى الأدباء ومجلة الكُتاب العظماء, هنا حيث ننثر من ربيع الكلمات مطراً .. أهلاً بكم
عودي إلى
وهج الكتابة
وانعمي إن
الحروف تموت
في صمت الفم
إن الكلام يتوه
إن أخذ الدجى
بيديه في درب
السكوت المعتم
الحرف ترياق
الفؤاد وبوحه
ينساب من ثغر
اليراع الملهم
صبي خمور الشعر
في كأس المنى
تجري على سمع
المساء المظلم
لتطل نجمات
السما بضيائها
سكرى فتمحو
الليل عن
جفن العمي
لتفيض اخبار
الحياة على
لمى تنبي الغني
عن سر حزن
المعدمِ
لتدور خطرات
الجنون وراحها
بيضاء لا تحتاج
شرح مترجمِ
عودي إلى وجع الكتابة عمرنا
كالدرِّ منتثرٌ
بُعَيْد تَنَظُّمِ
والشعر يحفظ
ماتناثر في
الثرى من أدمعٍ
أو ماتقاطر
من دمِ
ماذا الحياة سوى
السطور نصوغها
فوق الخيال
فغامري وتعلمي.
تدوِّي على مسمعي صرخةٌ
تنوءُ بأوجاعِها المُثقَلةْ
حنانَكَ يا أبتي ، ما بنا
تمزِّقُنا في الدُّنا مُعضلةْ؟
وما بالُ “سُودانِنا” ينقضي
وينهدُّ سُنبلة سُنبلة؟
كأنَّ البلادَ على وُسْعِها
تضيقُ بأنفاسِنا المُذهَلةْ
ومن ذا يعمِّدُ فينا أسانا
ويُدني لأحلامِنا المِقصلةْ؟
فيسرقُ منّا بقايا الأمانِ
وآخرَ ضحكاتِنا المرسَلة
حنانكِ يا ضوءَ قلبي، اسْكُتي
فآذانُ من مزَّقوا مُسدَلةْ!
ويرهقُنا السُّؤْلُ عمّا جرى
وتأنفُ من صمتِنا الأسئلةْ
بُلينا بأوسِمةٍ فجَّةٍ
تجعجعُ فيها “الأنا” المُوحلة!
كُماةٌ يحومون من حولِنا
يزيدون أقدارَنا مَهزلةْ
صناديدُ بأسُهمُ بينهمْ
وتنكرُهمْ في النُّهى المَرجلةْ
تناسَوا على صوتِ أطماعِهم
أذى الشعبِ،واقتحموا المرحلةْ
لِهاثًا إلى مَغنمٍ بارقٍ
يشُبُّون من أجلِه الزَّلزلةْ
فتغدو الحياةُ بهمْ مَأتمًا
يُسوِّدُ أيامَنا المُقبلةْ
إذا فرَّخ الزّورُ في بلدةٍ
فلا الحقُّ يجدي سوى البلبلةْ!
وهل من مُجيرٍ لنا يا ابْنتي
يُحيطُ بأزْماتنا المُخجِلةْ؟
عَدا الصَّبرِ ، والمُرتجَى ربُّنا
وليس إلى غيرِه المَسألةْ
نَايٌ يَئِنُّ ، وَ شَاطِئٌ ، وَ رَجَاءُ
وَ مُتَيَّمٌ ، وَ خَمِيِلَةٌ ، وَ لِقَاءُ
وَ هُمُومُ صَادٍ فِيْ الدُّجَى تَنْسَلُّ مِنْ
بِيْنِ النُّجُومِ ، وَ فُرْقَةٌ ، وَ بُكَاءُ
لِلَّيْلِ فِيْ كَبِدِيْ الْخَمَائِلُ أَيْنَعَتْ
عِشْقًا لِوَصْلٍ ، وَ الْحَبِيِبُ جَفَاءُ
كَمْ بِتُّ أَرقُبُ فِيْ زَوَايَا أَضْلُعِيْ
هَمْسَ الحَبِيبَةِ ، وَ الْدُّمُوعُ نِدَاءُ
وَ لَكَم سَكَبْتُ الْحُبَّ فَوْقَ غَمَامِهَا
لِيَفِيِضَ مِنْ رَحِمِ الجَمَالِ وَفَاءُ
أَوَّاهُ كَمْ أَهْوَى عُيُونًا هَامَ فِيْ
أَحْدَاقِهَا حَرْفِيْ ، وَ تَاهَ مَسَاءُ
وَ لَهَا القَصَائِدُ بِالزُّهُورِ تَزَيَّنَتْ
وَ هَمَتْ كَعِطْرٍ قَدْ حَوَاهُ نَقَاءُ
فَإِذَا دَنَا مِنْهَا الحَبِيِبُ تَأَنَّقَتْ
وَ بَدَا بَرِيِقٌ فِيْ الْحَشَا وَ بَهَاءُ
فِيْ عُمْقِهَا سَكِرَ الْجَمَالُ وَ تَاهَ مِنْ
صَهْبَائِهَا قَلْبِيْ وَرَقَّ خِبَاءُ
كَيْ يُشْتَفَى مِنْهَا فُؤَادُ مُعَذَّبٍ
وَ يَهِيِمَ فِيْ كَنَفِ الجَمَالِ حُدَاءُ
فَمَتَى يَرِقُّ لِخافِقَيْنَا فَجْرُنَا
وَ تُشِعُّ مِنْ وَهَجِ الْعُيونِ سَمَاءُ
وَ نُطلُّ مِنْ بِيْنِ الْضُّلُوعِ كَأَنَّمَا
طِفْلانِ هَامَتْ فِيِهِمَا الوَرْقَاءُ
حروفُكَ والمدادُ مع الكتابة
رفاقُ المرءِ في زمنِ الرتابة
تُخبئ حُلمكَ المنشودَ شعرًا
وإن كُشفَ الشعورُ فلا غرابة!
فهَبْ يومًا أتى الأقلامُ ملّت!
سيفقدُ من يسامرُها صوابه..
ويملؤكَ التساؤلُ عن أمورٍ
ولا يلقى تساؤلُك الإجابة..
فتِه نحوَ البعيدِ بلا قيودٍ
فلم يُفرضْ على التيهِ الرقابة..
إلامَ تصلي الأوقات هدرًا؟!
وتمطرُ إن سئلتَ كما السحابة
أمنّا مَن إذا ما غابَ يومًا
يبررُ مثلما طفلٍ غيابـــــه؟