استضاف الأستاذ الإعلامي عبدالله المديفرفي برنامجه …… ……..
سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ؛ وفي جعبته العديد من الأسئلة الكبرى المتصلة بالنهضة التي نشهدها على كافة الأصعدة ؛وقد كنت حريصة على مشاهدة مجريات الحلقة باهتمام كبير..
تابعتُ تفاصيل الحوار منذ اللحظة الأولى ؛فاتضح لي ابتداءً أن لأميرنا المحبوب ؛
نظرة ثاقبة ؛ومنهجية مدروسة ؛قامت على أسس متينة منتقاة انتقاءً واعياً للنهوض بالمملكة ؛وشعبها نهوضاً سامقاً يليق بمكانتها العالمية ؛ وفي شخصيته القيادية تتجلى أسمى معاني النجاح والتقدم والازدهار ..
*وقائع الحوار
بدأ المديفر حواره بسؤال رائع عن بداية المنهجية السعودية في ظل الملك سلمان حفظه الله ؛وولي عهده محمد بن سلمان الذي اقترن اسمه بميلاد وطن العزة و الشموخ؛ وانفتاحه على الرؤية الحضارية المبشرة بمستقبل زاهر ٢٠٣٠ ؛والجدير بالذكر أن هذه الرؤية بدأت ترى النور قبل خمس سنوات ..
وكانت الانطلاقة الحوارية من هذا المحور:
ماذا لو استمرت السعودية على منهجيتها الأولى منهجية ماقبل الرؤية؟! ماذا لو عدنا إلى الوراء واستمرت السعودية على عادتها الأولى بنفس وضعها الذي كانت عليه في اعتمادها على النفط وما إلى ذلك …ماذا ستكون النتيجة ..؟
فأجاب الأمير محمد بن سلمان وبكل ثقة بإشارته إلى النجاح الذي حققه النفط خلال العقود الماضية؛ بحيث كوَّن ثراءً وفائضاً مادياً يزيد عن حاجة الإنسان السعودي؛ الأمر الذي شكَّل انطباعاً قوياً لدى الآخرين أنه هو المصدر الوحيد لارتفاع الاقتصاد لدينا …
ومع زيادة الإنتاج الوطني زاد حجم التزايد السكاني من مليون؛ إلى عشرين مليون نسمة ؛فأصبح النفط بالكاد يغطي الاحتياج السكاني ؛
ولكي تستمر الحياة بنفس الجودة التي اعتدناها في حياتنا السابقة؛ يجب ألا نعتمد إعتماداً كلياً على النفط في اقصادنا؛ لأنه من الممكن خلال سنواتنا القادمة أن نواجه تحديات نوعية ؛قد ينتج عنها ضعف الاقتصاد الوطني في المملكة على مستوى الفرد والمجتمع خلال الأربعين والخمسين سنة القادمة .
أما النقطة الثانية المهمة فهي أن هُناك فرص كثيرة جداً في قطاعات مختلفةً كقطاع التعدين ، والسياحة ، والخدمات العامة ؛ والاستثمار بالإضافة إلى النفط؛ كل هذه فرص لتحقيق هذه الممكنات.
هاتان نقطتان على قدر عالٍ من الأهمية استشرفتهما رؤية ٢٠٣٠ ؛هادفة من وراء ذلك مواجهة التحديات والتغلب عليها ؛ واستغلال الفرص الغير مستغلة؛ ليستمر الازدهار؛ والنمو ونكون في صفوف العالم …
وسؤال آخر وقف عنده المديفر في قوله: ما أهم الأهداف الني حققتها رؤية المملكة ٢٠٣٠ خلال الخمس السنوات الماضية؟!
وجاء جواب سمو ولي العهد على هذا النحو : الانجازات كثيرة جداً،،،
أولها موضوع الإسكان؛إذ كان أمامنا مشكلة لها من العمر عشرون عاماً
لم نستطع حلها …
والمواطن ينتظر حتى يحصل على فرص تمنحها الدولة؛ أو دعم سكني لمدة لاتقل عن ١٥ أو عشرين سنة ومستوى نسبة الإسكان لم ترتفع دائماً مابين الأربعين و الخمسين بالمئة .
كان قبل الرؤية ٤٧٪..ورُصد لها في عهد الملك عيدالله ٢٥٠ مليار سعودي ولم يصرف منها إلا ٢٠٠ فقط
ولم تستغل وزارة الاسكان هذه النسبة المالية ؛ولم تتمكن من تحويل هذه المبالغ إلى مشاريع ؛ لسبب رئيسي واضح؛ وهو أن مركز الدولة ضعيف جدا –
الوزارات متفرقة ولايوجد سياسة عامة ،فلا يستطيع وزير الإسكان النجاح بدون سياسة عامة للدولة .
بالتنسيق مع البلديات ، البنك المركزي ، المالية ، سن التشريعات ، ، القطاع الخاص ففي خِلال الخمس السنوات الماضية رجعت إلى الخزينة.
صُرفت الميزانية السنوية لكن نتاج ذلك ارتفع من ٤٧٪إلى ٦٠٪ فقط في أربع سنوات وهذا مؤشر إلى أين نحن متجهون ؟!
“نمو الاقتصاد في القطاع الغير نفطي” كان بمعدلات غير طموحة سابقاً ولكن تتجه إلى ٤،٥٪ وبعد الجائحة سنزيد في المستقبل .
” البطالة ” في بداية الرؤية كانت ١٤٪ وفي الربع الأول من ٢٠٢٠ وصلنا إلى ١١٪ وعدنا إلى ١٢٪ وسنكسر حاجز ١١٪ …
- الإيرادات غير النفطية” ارتفعت من ٦٠ مليار إلى ٣٥٠ مليار ريال …
- السجل التجاري كان يستغرق أياماً ليخرج الآن الكترونياً في نصف ساعه .
“الاستثمارات الاجنبية ” تضاعفت عشرات المرات أكثر من ٥ مليار ؛ إلى ١٧ مليار ريال سعودي .
“السوق السعودي” كنا عالقين في الأزمة الأخيرة مابين ٤٠٠٠ نقطة إلى ٧٠٠٠ نقطة ؛الآن تعدى ١٠٠٠٠ نقطة . هذا دليل على أن القطاع الخاص بدأ ينمو .
فالأرقام كثيرة جداً فيما حققناه خلال الأربع سنوات الماضية .
وانتقل المديفر ببراعته إلى سؤاله المتألق ؛ وكأنه يصعد إلى قمة الحوار شيئاً فشيئاً ..
حيث قال :إن الرؤية من أكبر المشاريع في العالم؛ ورؤية شاملة تتكلم عن اقتصادي ؛واجتماعي؛ وسياسي؛
ولكن هل نحن نسير في سرعة أكبر مما يجب ..؟!
هل نحرق المراحل بهذا المسير …؟
فقال الأمير محمد متعجباً؛ لايوجد شيء أكبر مما يجب ..بل توجد فرصة قابلة للتحقق ستعمل عليها؛ وتتحقق سواءً كانت فرصة أو خمس فرص ؛أو عشر فُرص ..سنحققها؛ ونطور قدراتنا وطموحاتنا البشرية؛ والحكومية .
المديفر : أهداف الرؤية جداً طموحة ولكن كيف نضمن التنفيذ ..؟
الأمير محمد قال : نحن قررنا تكسير الأرقام؛ وسوف نكسر الكثير من الأرقام في ٢٠٢٥ ونحقق أكثر عام ٢٠٣٠ …
ولكن بدون مركز دولة قوي؛ تضع سياسات ؛تضع استراتيجيات ويوائمها بين الجهات ويضع لكل جهه دورها السياسي فلن يحقق شيئاً …
لذلك يجب وضع نظام ملكي
موظفين أكفاء
وضع نواب وكلاء وزراء
وضع قيادات عالية في الوزارات
وجود حوكمة جيدة
صنع فريق ناجح
وجود ديوان ملكي
مجلس وزراء لدعم صنع القرار
فلتحقيق كل النجاح نحتاج بناء الفريق
ومن يساعد على تحقيق تلك الانجازات
إعادة هيكلة بعض الوزارات؛ تعيين وزراء جدد ووكلاء
وتصنيف أهم عشرين قيادي في كل وزاره
إنشاء مجلس أمني وسياسي
نحتاج عمل مؤسسي
إنشاء مكتب استراتيجيات ..
مجلس الشئون الاقتصادية والتنموية برئاسة الامير محمد بن سلمان لترجمة الرؤية؛ ووضعها على كل استراتجيات كل من الاسكان ، والصناعة ، وجودة الحياة وغيرها.
عملنا على إنشاء مكتب الباجتينق “عمل ميزانية الدولة ” بالتعاون مع وزارة المالية؛والآن على وشك الانتهاء من مكتب السياسات
فعندما تضع الرؤية؛ وتضع المستهدفات؛ ومايجب أن نحققه وهذه الفرص التي لدينا؛ وهذه القدرات البشرية المتوفرة لدينا؛ وثرواتنا الطليعية؛ أو فرصنا الاقتصادية؛ والمالية ..
فتقوم بترجمة هذه الاستراتيجيات التي قد تكلف مبلغاً مالياً وقدره “….” فتذهب للجنة المالية ؛ فالمكتب المالي يوضح قدرته للاستطاعة؛
و ليحافظ على مالية الدولة أن أصرف كذا وكذا فقط ؛فتقوم بإعادة التخطيط ليتناسب مع القدرة المالية؛ حتى نصل للسياسة المناسبة للتنفيذ بتوازن تام.
فماذا فعلت هنا الرؤية ؟!
قامت بتنظم الوزارات ؛وإعداد الدور الصحيح لكل وزارة ، ومنهج واضج لكل وزارة ، ودور توزيع المهام لكل وزارة لتحقيق كل هدف مطلوب …
هذا التخطيط استغرق ثلاث سنوات من عام ٢٠١٦ إلى عام ٢٠١٨ م فمنها بدأنا ننطلق .
بعدها بدأت الاقتصادية والثقافية ..
سؤال آخر من المديفر
كيف اخترت فريق العمل سمو الأمير ؟!.
أجاب الأمير الشاب محمد بن سلمان :ليس هناك شك ؛فالكفاءة والقدرة تُعتبر أساسيات؛ وكذلك وحود الشغف والمسؤولية؛ويُعتبر منصبه هو قضيته الأساسية …
وجه أيضاً المديفر سؤالاً عن
أهم ركائز صندوق الاستثمار العام …
-كم الإيرادات لصندوق الاستثمار ..؟
-كم الرقم المعطى الذي سيكون بين ايدينا في ٢٠٢٥م وكذلك في ٢٠٣٠م …
من خلال هذا اللقاء الذي استمر قرابة الساعتين؛ اتضح لنا أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يتميز بمنهجية معتدلة عقلانية
وتثبت لنا الأحداث السياسية التي كانت ميلاد توليه المنصب بأن الأمير محمد بن سلمان رجل دولة؛ ويتميز بالحنكةِ والحكمة في اتخاذ قراراته الدولية …
يتميز كذلك بشجاعته في الرأي ؛وعمق الإجابات؛ ومباشرتها ووضوحها ..ومدى اقتناعه بكل إجابه من خلال الحوارات الإعلامية ..ولاتحتاج إلى تأويل أو إعادة تفسير .
ورأت كذلك شبكة CBS الإخبارية الأمريكية أن الامير محمد بن سلمان رجل سلام ؛إذا كان للسلام مكان ، ورجل حرب وبسالة إذا تطلب الأمر ذلك …
وشهدت كذلك بأنه قائد طموح؛ ويشهد له بذلك المجتمع الدولي؛ وكذلك تشهد له بسرعة الإنجاز ؛والجدية في التغيير ؛والرغبة في التحديث ؛والتطوير؛ والقدرة على التأثير في السياسة الدولية..
وقد أثبت في حضوره علو المكانة ، والثقة بالنفس ،والإيمان بالقدرات ، والإلمام الواسع بالتطورات السياسية؛ والتوجهات الاقتصادية على جميع المستويات .
وكان ينظر للمسائل حفظه الله نظرة شمولية ؛تتمنى الخير للعالم أجمع
وليس للسعودية فحسب؛وذلك مانراه من خلال إجابته عن سؤال المديفر عن وضع العلاقة الأمريكية السعودية فأجاب حفظه الله: أن المملكة العربية السعودية متفقة مع بايدن بنسبة ٩٠٪ من القضايا؛ وهناك مصالح سعودية أمريكية مشتركة؛ مشدداً على أن واشنطن شريكة مع الرياض ؛وأن أمريكا شريك استراتيجي للمملكة العربية السعودية ؛وتطمح كذلك المملكة أن يكون لها مع إيران علاقة مزدهرة …
وفي النهاية يسرنا أن نؤكد أنَّ الأمير محمد بن سلمان ينادي للسلام؛ ينادي للتطور؛ للتكاتف؛ ينادي بالآراء التي تبني على العز والرفعةِ والعلو في كل الأوقات ؛كيف لا وهو شبل من ذلك الأسد .
.حفظهم الله لنا جميعًا-