يومان مرا ما سمعت حديثها
وكأنما مرت بنا عامانِ
يومان في صمتٍ كئبٍ حالتي
مثل اليتيم بقمة الأحزانِ
يومان في لجج الهموم ويصطلي
قلبي ويكوى من لظى النيرانِ
متشردٌ بالصمت أسأل حيرةً
ما كان ذنب العاشق الولهانِ
ما كان ذنبي حين غاب حديثها
والصمت مزق سيفه وجداني
والآن جاءتني بأجمل لكنةٍ
قالت أحبك يا غرام زماني
قالت أحبك أطفأت في داخلي
بحديثها سيلاً من البركانِ
وضممت عينيها بنظرة هائمٍ
وشكوت بالنظرات ما أشقاني
وضممتها نحوي بحبٍ جارفٍ
فتنهدت عشقاً فذاب جناني
وشممت خديها ففاحت روضةٌ
تختال في فلٍ وفي عزانِ
ونسيت إذ جاءت عذاباً مسني
ورجعت أشدو أعذب الألحانِ