أذانٌ بينَ صَدَى التَّسَابِيح
تصَلْصَلَ الطينُ يشكو قسوةَ الرُّوحِ
بِهَدْأَةِ اللَّيلِ في هَمْسِ المَصَابِيحِ
وراحَ يتلو شروقَ الفجرِ مُشْتَمِلًا
ثوبَ النَّجَاةِ على نجوى التَّسَابِيحِ
وَفَرَّ يَركَبُ عزمَ النورِ ... لا أحدٌ
يدري بِوَثبَةِ بَأسِ الرَّمْلِ في الرِّيحِ
خارتْ قُواهُ فغذَّ السيرَ نحوَ مَدى
تَرَقْرُقِ الفجرِ في خَدِّ التصابيحِ
يتلو على الدربِ وِردَ الطُّهرِ مُذْ بَزَغتْ
بُدُوْرُهُ البيضُ في حقلٍ من الشِّيْحِ
يُسَكِّنُ الرَّعدَ بالآياتِ يَسْكُبُ في
كَفِّ الغمامِ سلامًا مِن تراويحِي
في سجدةِ الصِّدقِ يختارُ العُرُوجَ إلى
سَعدِ السعودِ على إِخْبَاتِ تلْمِيحِي
في بُعْدِ مَائِيَ عن وَحلِ الظُّنُونِ جَرَتْ
مَرَاكِبِي وَجَفَتْ حَالِي تَبَارِيحِي
وَرُحتُ أقرأُ : إنَّ الفَوزَ إذْ سَكَنَتْ
سَرِيْرَةُ الصبرِ في قلبِ المفاتيحِ
ما أَزهرَ الفَجْرُ بِرًّا في ابتهاجِ غَدِي
إلَّا وَجَدَّدَ بَرْدُ التَّوْبِ توشِيحِي
وَأَذَّنَ الحَقُّ صوتُ الفوزِ عندَ صدى
رَبّاهُ ، عَفْوَكَ عن شُحِّي وتجريحِي
(ياذَا الجلالِ وذا الإكرامِ )حِلْمُكَ في
هذا النداءِ ... وهذا صدقُ تصريحِي