✍️ " ملاذ"
ارتعشَتْ الشمعة ؛ إنها الريح مرة أخرى. تهاوى الغبار من السقف، بدأ الباب بالتحرك وارتفع صرير مفصلاته الصدئة . اختلطت رائحة التراب بالمطر.
أغلقتْ جدتي الباب بينما المطر يتعاظم .
اقتربت مني تسألني إن كنتُ بخير؟
كان البيت غارقاً في الفوضى. رفعت جدتي الشمعة عالياً وهي تخوض في ماء الحجرة. رأيت في الجدار وجهها الجاف المتشقق . أخرَجتْ نصف جسدها للخارج تستغيث بالجيران. شمّروا سيقان سراويلهم وهم يحملون المتاع المبتل.
قال أحدهم : الأيام القادمة أشد.
ظلّت جدتي تُسَبِّح وتبكي.
بينما جلستُ مرعوباً في مقعدي المتحرك وعيناي مثبتتان في الظلمة فاقداً إحساسي بالمطر...
✍️ " موعد"
وحيدة في غرفتها على سريرها الخاوي، يعذبها الأرق.
لازالت خيوط الفجر ضبابية.
أخرجت كراستها، تحسست بقايا جمالها.
شرعت برسم ملامحها؛ لكنها لم تستطع، فقد امتصها الخوف تماماً.
الساعة الصغيرة فوق المنضدة تقرع الصمت.
تدخل الممرضة تقيس حرارتها تمهيداً للجرعةالكيماوية .
✍️ *تمركز*
تطل شرفة جارتنا على ملعبنا الصغير، موقعي في حراسة المرمى يمنحني متعةَ النظر عند الغروب. كبرنا ولازلتُ أحتفظُ بسرِّ خسارتنا دومًا في الدقائق الأخيرة!...
✍️ " غِذَاء"
طلبَ رغيْفاً سَاخناً . ناولهُ الخَبّاز مَلْفُوفاً بِصَحِيفَة، فوقعَ نظره على شِعرٍ بَدِيعْ. رَاحَ يَلْتَهِمُ الأَبْيَاتَ بِدُهْنِها.
*مأزق*
يجد مقعده مشغولاً، يمتقع وجهه. يذهب ويجيء بين الركاب ثائراً . يقدم درساً سَاخناً في احترام النظام .
تستأذنه المضيفة في بطاقة الصعود ...
تهمس له :
- سيدي، لقد ركبت القطار الخطأ!...
✍️ " غُمّة"
يُتاجِرُ بِأَسْرَار النِسَاء؛ أَخْبَرَتهُ أُمّه عِنْد احتضارها أنه لقيط!.
✍️ " استجابة"
أطال في سجوده؛ دعا على من ظلمه؛ سقط الإمام مغشيًّا عليه!.