خلقت من عجوة الهدوء وزبرجد الصمت والتأمل ، ركني الخافت يبتسم حين يعانق اخضرار الأمنيات ،حينما تدغدغ الشمس وجه الصباح أو اطلالة قمر يعانق السماء صديقتي الطبيعة ، المطر والعطر والضوء الخافت أكثر الزائرين لروحي ، نحتسي كوب قهوتي فأشعر أني ثرية كنهر ماديرا ؛ لم أكن أدرك أنني احتاج الكلام حتى موت الكلام .. كان يجب أن اسأل ؛ لماذا تأخرت ياحبيبي ؟
لماذا تتأخر دائماً ؟
ماذا تأكل اليوم .. ؟
ونما الكلام والصراخ والنقاش … قدم الطفل الأول انتزع نفسي من حضن الصمت ينصت لأغنياتي ثم يناغي في شهره الرابع ، يصرخ عندما لاأتجاوب معه ، صديقي الصمت يختبيء في خزانة الحنين كبر طفلي ؛ دخل المدرسة ..
الأسئلة تتكاثر لماذا تأخرت يا بابا ؟
هلا ذاكرت ؟
ماذا قال لك الأستاذ ؟
من أصدقاؤك ؟
يزداد عدد الكلمات يوماً بعد يوم يرتفع الصوت عالياً والاختلاف كثيرا والاتفاق قليلاً !
في العمل مشاكل غياب / تأخر / اهمال / خصومات ، ثرثرة وإسئلة وصراخ وشكوى وغيبة أحيانا جيراننا عامل النظافة الحراس التلفاز الموبايل الصمت يرحل،يبحث عن فتاة مازالت تحلم بغدٍ ناعم قليل الكلام .