الشاعر:كيلاني حسن سند
1979-1925م
ولد في مدينة صدفا (التابعة لمحافظة أسيوط في صعيد مصر)، وتوفي في القاهرة.
تَدرَّج في مراحل التعليم الديني (الأزهري) حتى تَخرَّج في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، ثم استكمل دراسته فحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه.
عمل مدرسًا بوزارة التربية والتعليم، ثم انتقل إلى التدريس في الجامعة فعمل بكلية التربية فرع جامعة القاهرة بالفيوم، وتدرج في عمله حتى درجة أستاذ الأدب والنقد.
كان عضوًا بجمعية الأدباء - القاهرة.
شارك في عدد من المهرجانات الشعرية في مصر والوطن العربي.
أهدى مكتبته لكليته.
الإنتاج الشعري:
- صدر له الدواوين التالية:
-«قصائد في القنال»
-«في العاصفة» .
-«قبل ما تسقط الأمطار»
-«في انتظار المطر»
الأعمال الأخرى:
- «تجارب شعرية»
-«قضايا ودراسات في النقد»
-نموذجٌ من شعره:
الغراب
وكان العنكبوتُ يَمدُّ ظلاً
على بيتي، ويدفنُه الغبارُ
وجئتُ، فألفُ شُبَّاكٍ كبيرٍ
فَتَحتُ، فللنجوم به مَدار
وسرتُ على الطريق فكل شبرٍ
به من فرحة اللقيا اخضرار
ستكتسح الرياحُ غَمامَ نفسي
ويُطوَى الليلُ، يطرده النهار
فرَشتُ لك الدروبَ فكلُّ دربٍ
به من أنجم الأُفقِ الكبار!
وفَتَّحتُ الضلوعَ، فكل ضلعٍ
كغُصنٍ كاد يُثقِلُه الثمار!
رأيتُكَ واحةً، دَلَفَتْ إليها
خُطايَ، وقد أَضرَّ بها العثار!
أنام ففي الرؤى حقلٌ، ونهرٌ
وأشجارٌ، وأطفالٌ صغار
وأَلفُ عَريشةٍ أَلْقَت بظلٍ
إليّ، وألفُ ساقيةٍ تُدار
وأيقظني النعيبُ فإذْ غرابٌ
يُطِلّ، ووجهُه الـمُسودُّ قار!
يرفرف فالظلال وجوه مَوتَى
وأضرحةٌ تُحيط بها حِجار
ويقفز لاعباً، فحقولُ شوكٍ
بأضلاعي، وفي الأعماق نار!
ومثلُ سحابةٍ سَدَّت طريقي
وأعماني عن الرؤيا دُوار!
فيا هذا الغرابُ لُعنتَ جاراً
ثقيلاً لا يطيب له جِوار!
أجئتَ حديقَتي لتقيم فيها
ألا فارحلْ، مَقامُكَ لي دَمار!
غَرستُ حَديقَتي، وبَنيتُ داري
ولم يَكُ لي سوى هذين دار!
أغار إذا رأيتُ سِوايَ يوماً
يَحوِّم فيهما حُرّاً أغار!
وتصبح كل أعماقي كنارٍ
كشيءٍ حين أنعتُه أَحار
أترحلُ كي أرُمِّمَ صَدْعَ بيتي
وتَندمِل الجراحُ فلا تُثار؟