أيها الرَّاحلونَ عنَّا أجيبوا
ما وجدتُم لترحلوا عن سمانا ؟
هل وجَدتُم لطافةَ العيشِ في الـ
ـبُعدِ فغبتُم فما ذكرتُم هوانا ؟
نحنُ عنكم لَكَم سألنا ولكن
مُنذُ غبتُم جوابُكُم ما أتانا
لم أزل أسألُ الدَّقائقَ عنكم
بحروفٍ كَم لاطفتكُم زمانا
ينظرُ النَّاسُ في مسيري إذا سـ
ـرتُ سَلُوهُم أما رأوا إنسانا ؟
جسمُهُ جسمُ عاشقٍٍ قد تلاشى
في المتاهاتِ يَرقُبُ الخلَّانا
قلبُهُ في انتظارِ شيءٍ قريبٍ
عينُهُ نونُها يجوبُ المكانا
أستحثُّ الخُطا إذا قيلَ جاؤوا
والأماني أُثيرُها ألوانا
رُبَّ وصلٍ قد ذقتُهُ ذاتَ يومٍ
لم يزل منهُ خافقي نشوانا
رُبَّ خلٍّ وقد تَغَيَّبَ عني
في فؤادي بنى لهُ أركانا
كُلَّما جاءَ طيفُهُ في خيالي
قُمتُ أُثني على الوصالِ امتنانا
ذكرياتٌ تُثيرُ وقتي اشتياقاً
صورٌ تملأ الفؤادَ حنانا