ھَلْ عِنْدَ عَیْنِكِ لِلْھَوى مِیِعَادُ
أَمْ أَنَّ لَیْلَ الْعَاشِقین سُھَادُ ؟!
عَیْنَاكِ تُغْرِقُ بِالْحَنَانِ مَلامِحِي
وَعَلى شِفَاھِكِ لِلْھَوى اسْتِبْدَادُ !
متشرٍّدٌ مَا بَیْنَ وَعْدِكِ والْلقَا
فَالْوَصْلُ غَطْرَسَةٌ وَفِیْكِ عِنَادُ !
تَتَمَزَّقُ الأحْلامُ في أَجْفَانِھَا
وَتَئِنُّ مُتْعَبَةً فَكَیْفَ تُعَادُ ؟!
قَدْ مَاتَ طِیْبُ الْحَرْفِ في أَوْرَاقِه
وَتَیَتَّمَتْ مِنْ بَعدِهِ الأعْیَاد!
أَنْتِ اتَّخَذْتِ البَدْرَ عِنْدَكِ مَقْعَدَاً
وَتَرَكْتِنِي مِنْ حَوْلِهِ أَنْقَادُ!
فَالخَــاءُ أَقْسَمَ بِالوِصَالِ وَبِالنَّوَى
أنَّ الْھَوى في الْحَالَتَیْنِ جِھَادُ!
عَانَقْتُ فِیْكِ غِوَایَتي وَھِدَایَتي
وعَلَى یَدَیْكِ تُجَمَّعُ الأضْدَاد
إنِّي أَتَیْتُ مُحَمَّلاً بِقَصَائِدي
لِلْحَرْفِ ھَمْھَمَةٌ وَلِي إِرْعَادُ!
أَمْشِيْ بِآمَالِي إِلَیْكِ وَوِجْھَتِي
فَتَدَاخَلَتْ في بَعْضِھَا الأبْعَادُ !
جَذّابَةَ الْعَیْنَیْنِ لا تَتَوَقَّفِي
لي في غَرَامِكِ رَغْبَةٌ وَمُرَادُ !
قُصِّي عَلَى الأقْمَارِ بَعْضَ حَدِیثِنَا
فالشَّوْقُ طِفْلٌ والْھَوى مِیْلادُ
دَخَلَ الرَّبِیْعُ وَلَمْ أَزَلْ بِبُرُوْدَتي
فُكِّي النَّوَافِذَ لِلْغَرَامِ حَصَادُ
الْبَابُ مُوْصَدُ وَالْلُھَاثُ عَلى یَدِي
وَأنَا عَلى أعْتَابِهِ أَصْطَادُ !
أَمِنَ الْمَحَبَّةِ أَنْ یُعَاقِبَنِي الْھَوَى
بِفَرَاغِــهِ فَتَنَھِّــدٌ وَنُھَادُ ؟!
وَأَنَا الّذي غَنَّاكِ كُلَّ قَصِیْدَةٍ
ومِنَ الدُّمُوعِ السَّاقِطَاتِ مِدَادُ !
وَھَتَفْتُ یا رَبَّاهُ ھَذي قِبْلَتي
وإنِ اتُھِمْتُ بِأَنَّــهُ إلحَادُ!
جَرَسُ الكَنیْسَةِ رَنَّ حَوْلَ مَسَامِعِي
وبَكَى عَلى الْجَرَسِ الْحَزیْنِ عِبَاد!
مَا ذُقْتُ إیْمَاني وَطَعْمَ تَسَكُّعي
حَتَّى أَتَیْتِ فَطُرِّزَ الإنْشَادُ
وتَكَسَّرَ الرَّجُلُ الْقَدِیْـمُ بِداخِلي
وَتَعَانَقَتْ في حِسِّھَا الأعْوَادُ
أَنْتِ الَّتي غَیَّرْتِ وَجْه مَعَالِمِي
فَغَمَامَــةٌ قَمَرِیَّــةٌ وَبِـلادُ !
فَتَذَكَّرِي النِّیرَان تُشْعِلُ لِي دَمِي
والبُعْدُ في شَرْعِ الْھَوى جَلاَّدُ!