أقم ْبين جدران البيوت الأواهلِ
ولا تبتئس بالبين بؤس الأوائلِ
ولا تجعل الأيام تنسيك من مضى
ينادي على الأحباب في كل ساحلِ
فكم واقفٍ واستوقف الدهر حينما
تبدّتْ له ذكراه بين المنازلِ
رأى أن َّما يشكوه فوق احْتِمَالِهِ
فلا دمع يشفي الروح من فقد راحلِ
كذاك قلوب الوالهين تفجّرتْ
حنينا .. وباتت بين سؤل ٍوسائلِ
أدارتْ كؤوس الحزن حتى به ارتوتْ
وحتى تلاشى الخوف من سوط عاذلِ
وحتى تساوى الصرم والوصل واكتفتْ
ببعض من التذكار عن كل آفل
وغابت ْعن الرائي رؤاه ولم يجد
طريقاً إلى التأويل بين المجاهلِ!
فيا لذة الأيام .. يا حسرة النوى
تعبنا من التجديف من غير طائلِ
تعبنا من الآمال إن حان وقتها
يحين على الأرواح وقت النوازلِ!
وما زال وشم الفقد في الكف ظاهرا
يزيل غبار الشك عن قلب غافل
تضيع أمام الوجد أبيات عاشق
كما ضاع في الترحال جهد المحاول
بعيدا بنينا الحلم خوف انهدامه
فلم يسلم البنيان من جور وابلِ!
فيامن له تحيا القلوب ومن به
تزول هموم العمر عن كل كاهل
إليك يعود الحائرون فكن لهم
إذا خانت الأقلام ودَّ الرسائلِ