لملمْ شتاتِ القلب نحو (يَلملمٍ)
فالكعبة الغراء طرفٌ أحورُ
طُف ثَمّ بالبيت العتيق ملبياً
لبيك يا رباه أنت الأكبرُ
واشرب شفاء السقم زمزم يا أخي
متضلعاً تدعو الإله وتشكرُ
صُفّوا الصفوف إلى(الصفا) فلعلهُ
يصفو فؤادٌ طالما يتكدرُ
أزف الرحيل إلى (منى) فهيَ المنى
و(الخيف) موعدنا فلا تتأخروا
في تاسعٍ (عرفات) لا تسعُ الهوى
شوقاً وما كَتَمَ المحبُ سيظهرُ
قف, ههنا (الصخرات) أسبلْ أدمعاً
أو ما جرت بالدمع منك الأنهرُ
قف, كل شبرٍ ههنا هو موقفٌ
لقلوب من ذكروا الإله وكبّروا
فإذا انجلت شمس الأصيل وقبّلتْ
تلك البقاعَ وودّعت من ينظرُ
جاشت محاجرهم بدمع واكفٍ
مثلَ انفراط العقد إذ يتحدرُ
والعيس تنتهب البطاح وقد دعا
داعي المحبة بالحجيج ألا انفروا
يا سائقين العيسَ رفقاً بالذي
ما زال صبّاً بالجوى يتدثرُ
حُطّوا الرحال هناك يا وفدَ الهدى
بجوار (مشعرنا) الحبيبِ وأسفروا
اليومَ عيدٌ ما أحيلا عيدنا
من لم يجز (بمحسّرٍ) يتحسّرُ
هذي (منى) وبها المُنى قد أشرقت
فارجمْ عدو الله فهو الأخسرُ
طافوا لحجهمُ طواف إفاضةٍ
كم فاض قلبٌ فرحةً واستبشروا
نحروا ضحاياهمْ وهدياً بالغاً
شهدت فجاج (منى) بهِ والمنحرُ
حلقوا الرؤوس تواضعاً لمليكهمْ
لو قال: جزوها لكانت تبترُ
لله أيام الحجيج وليلهمْ
يا نعم أيام ونعم المعشرُ
هذي المشاعر في (المشاعر) قد سَرت
بالذكر والأفراح يا من يشعرُ
سقياً لأيامٍ تقضّت في (منى)
وجميل ليلٍ في (منى) يستثمرُ