هرول الليل محتمياً بالسكون وفي فمه ناي حزين ، تتحشرج أنغامُ الحنين في حنجرته البائسة ، جدفت السرّايات في بحر
من العتمة المعهودة ، كانت مجاديفها نحيلة لدرجة أنها لم تكد تغمض في اليمِّ قدر برهة ، ترى متى؟! وكيف استطاعت الإختباء عن انظار النجوم المترصدة لها عند كل منعطف وزاوية من زمن الصفير ؟!
عاد القاص البارع يكمل قصته العتيدة ، فيكتب : وحده الليل مايزال هارباً عني ، آمناً على أسراره تحت دثارِ من الصمت الرهيب، بينما السكون يحتويني بحنوٍ بالغ ، ويؤنسني بأغانيه الحالمة ، راح القمر يعد عشاءه الأخير محتفياً بميلاد فجر جديد قادم من تخوم الآفاق البعيدة ، أقبل الناس ينفضون عن أجسادهم تعب اليوم ، ليخلدوا للنوم ، تحتضن رؤوسهم المثقلة بالهموم والآلام عشرات الأسئلة التي تضجرهم فوق مابهم من اعياء ، بينما وسائد الأحلام تعد لهم مشاهدها المتنوعة ، وأية أحلام لذوي الرؤوس المتخمة بالأرق وانعدام الراحة …..