
:
/
[ التعليم عن بعد ]
مبرراته ودواعيه ومآلاته .
الدراسة في ظل كورونا أسلوب لم يحدث في تاريخ البشر ، فالجائحة جعلت العالم كأنه أصيب بشلل ، حدث مفاجىء لم يسبق أن تمت ممارسته على مستوى جميع المراحل وعلى مستوى العالم .. ورب ضارة قد تكون نافعة .
التدرب على أسلوب حياة جديدة والتعامل في كل المجالات عبر التواصل والمواقع له مايبرره في ظل هذه الجائحة .. فالحياة وأسلوبها قبل كورورنا لن تعود كما كانت ، والكل لابد أن يتعامل مع هذه التجربة الجديدة بالصبر والمحاولات والمتابعة.. فالمسؤولية من الظلم أن نحملها لأي جهة ، فالكل لا يملك الحل مستقلاً بذاته ، فالتعليم ، والصحة ، والاتصالات ، كذلك الأهالي يتكاتفون جميعاً لتقديم المبادرات الفاعلة ، فهي ليست مشكلة تتعلق بأي طرف منفصل عن الآخر .. هي مشكلة وقعت ، لاعلاقة لها بأي نظام أو برنامج أو ضوابط .. فتوجيه اللوم مضيعة للوقت وعدم القدرة على معايشة واقع حدث لا دخل فيه للبشر .
أما بالنسبة للمناهج فأنا مارست العمل في المجال التربوي من عام ١٣٩٥هـ إلى ١٤٣٣هـ ، وحدث في خلال ٣٧ عاماً تطوير للمناهج في كافة المراحل ، ولم يتوقف التطوير ؛ فهناك أقسام خاصة لدراسة المناهج وتطويرها ولجان ، وقد استحدثت في التربية والتعليم أقسام تتواكب مع التطور ؛ والعمل يجري فيه بدراسة جدية من قبل أصحاب الخبرة ؛ ولايتم الموافقة على التعديلات إلا بعد اختيار عدد من المدارس لتطبيق المناهج المطورة ، وبعدها يتم التعميم على المدارس .
أما المدارس الخاصة فقد قفزت قفزة كبيرة وتغيرت المناهج بما يتواكب والعالمية في التعليم ، وترك الحرية للأهالي في تسجيل أبنائهم ؛ فمن يعمل في الميدان وله خبرة ليس كمن هو بعيد لا يعلم ماتقوم به التربية والتعليم من جهود لتقدم الأفضل لأبناء الوطن ؛ فالقرارات تنبع من عدة أقسام ولجان ولاتصدر في يوم وليلة .. فالتعامل مع الطلبة والطالبات في المدارس فن وحب وعلاقة وقدرة وصبر من الرئيس إلى المرؤوس .. ليتنا جميعاً نستوعب حجم المشكلة وجهود المسؤولين وقراراتهم التي لايمكن معرفة إيجابياتها وسلبياتها إلا بالممارسة على أرض الواقع ؛ ومن الطبيعي أن نتوقع حدوث سلبيات ؛ فالأمر جديد في كافة الجوانب ، والمطبق عليهم أعمار مختلفة ، وبيئات مختلفه ، ومجتمعات مختلفة سواء من السلك التعليمي أو المدراء أو الطلبة ، فهم ليسوا جهات حكومية أو شركات تمارس العمل ؛ إنما هم بشر لهم ظروفهم الخاصة ، وليسوا مؤسسة أو مشروعاً تجاريًا .. هذه عقول تغرس فيها علوم ومهارات وتطبيقات .
أتمنى استيعاب الوضع وتخيله ، وكم أشكر الله أنني أعطيت سنوات من عمري في التعليم ، ولم نخض في السابق مثل هذه التجربة التي لايتخيلها إلا من يمارس مهنة المعلم .
والله إني لأترقب الوضع ، وكم بودي أن أعمل أي شيء لأكون في هذا الميدان وأبلغ رسالة التعليم (وقد بلغته بالفعل بكل يسر وحب) ، أما الآن فوالله إن الوضع مؤلم ، ثم مؤلم لكل الفئات .
أعذروني إن أطلت فحبي لمهنة التعليم وممارستي لها جعلني أدون ما أشعر به من معاناة كوادر التربية والتعليم والضغوط التي سيواجهونها خلال التعليم عن بعد ، كان الله في عونهم .
تقبلوا مشاعر أخت ومعلمة ومربية أجيال في كافة المراحل عبر ٣٧ عاماً
.
الإثنين 31 أغسطس 2020م .