غَنَّيْتُكَ يَا بَلَدِيْ
لِلْبَحْرِ وَلِلصَّحْرَاءِ وَلِلْبَرَدِ
مَسْكُوْنٌ بِالذِّكْرَى
بِحَكَايَا الْقَومِ وَقَدْ سَلَفَتْ
بِالنَّخْلِ يَمُدُّ ظَفَائِرِهُ الْجَذْلَى
وَتَهْفُوْ فِي الأُفُقِ إِلى مَدَدِ
وَتَحُطُّ الشَّوْقَ بِلا عَدَدِ
الْحُبُّ عَلى عَيْنَيْكَ مَدىً
مَصْلُوْبٌ فِي هَذَا الْوَتَدِ
وَسَأَلْتُ النَّاسَ بِلا ذَنْبٍ
لَمْ أَسْمَعْ عَنْهُ وَلَمْ أَجِدِ
***
وَطَفِقْتُ أَجُوْبُ الْكَوْنَ وَحِيْدًا
يَبْقَى لِي اسْمِيْ رَمْزًا لِلْفَخْرِ وَلِلرَّشَدِ
وَتَطِيْرُ الرُّوْحُ إِلى فَيْءٍ
وَأَهِيْمُ لأَبْحَثَ عَنْ جَسَدِيْ
دَرْبِيْ تِيْهٌ كَمْ سِرْتُ بِهِ
كَمْ عَانَتْ أَشْرِعَتِيْ مِنْ صَبْرِيْ ..
مِنْ جَلَدِيْ
وَغَرَقْتُ بِلُجَّتِهِ
مِسْفُوْحٌ هَذَا الدُّرُّ عَلى الصُّعُدِ
وَبَكَى النَّايُ الْمَبْحُوْحُ لِحَرْقَتِهِ
وَرَمَى الْجَمَرَاتِ عَلى كَبِدِيْ
الشِّعْرُ مَزَامِيْرِيْ وَرَبَابَةُ أَخْيِلَتِيْ
وَخَرِيْطَةُ أَشْوَاقِيْ
كَالْعَزْفِ الْمُنْفَرِدِ
لَحْنًا يَنْثَالُ بِأَوْرِدَتِيْ
يَخْتَالُ بِلا فَنَدِ
وَدَّعْتُ عَلى الشُّطآنِ هَوىً
لَوَّحْتُ لَهُ بِيَدِيْ
أَبْحَرْتُ عَلى مَوْجٍ أَعْمَى
لَمْ أَلْوِ عَلى أَحَدِ
لَمْ أَسْطِعْ غَيْرَ مُنَازَلَةٍ
زَادِيْ شَوْقِيْ ..
مِسْكِيْ وَعَبِيْرِيْ ..
فِي الْغُدَدِ
أَمْضِيْ يَبْقَى لِيْ حَرْفِيْ
رَدَّدَهُ جِيْلاً مَزْهُوًا
رَدَّدَهُ وَلَدِيْ