عطشٌ..وصحراءُ انتظارٍ يبّسَتْ
أملي..وغيمٌ عن هطولٍ يعزِفُ
وصدى بلا صوتٍ وفِكرٌ جاثِمٌ
وتساؤُلٌ وتردُّدٌ وتخوُّفُ
ما الحبُّ..هل ليْ نحوهُ من وجهةٍ
أم أنّني في قومهِ لا أُعرَفُ
بيني وبينَ الحبِّ ألفُ مسافةٍ
والقلبُ عَن ذاكَ الشعورِ مُغلَّفُ
بيني وبين الحبِّ بَونٌ شاسِعٌ
وجميعُ مشْيِيْ في الغرامِ توقُّفُ
كم قد قرأتُ حكايةً مكذوبَةً
مملوءةً غدرا ودمعا ينزِفُ
كم قد قرأتُ نهايةً قتّالةً
للحُبِّ..منها أمنياتي تنشِفُ
ما عاش محبوبانِ دونَ تفرُّقٍ
والخوفُ بينهما رياحٌ تعصِفُ
ما لي وما للحبِّ، حتّى أقبلَت
تلكَ التي بينَ الورى لا توصَفُ
في الحسنِ..ليس كمثلِها، وكذاك في
أخلاقِها، كالشمسِ لا تَتَكلّفُ
فعيونها ظلٌّ يقيني حرَّها
وإذا أتاني زمهريرٌ معطفُ
ما مالَ عُنقودُ الهوى من حقلِها
إلا وروحي بالمشاعرِ تلَقَفُ
ما أمطرَت مِنها سحائبُ ودِّها
إلا وقلبيْ للمودَّةِ يغرِفُ
سأذودُ عن حبي لها، ما عاد لي
روحٌ إذا فقدَت تعودُ ترفرِفُ
أنا لن أعيشَ الحبَّ إلا مرةً
والحبُّ ما ثنَّاهُ قلبٌ منصِفُ!