جوع
طاردھا بتعلیقاته على مشاركاتھا في المجموعة الثقافیة
التي تضمھما، تجاھلته، ناوشھا على الخاص،
التقت به في حفل نفذته
الجمعیة الخیریة التي یرأسھا، كل شيء حوله یدل
على شخصیة ممیزة،غفت على كلماته الرنانة عن
القیم والمبادىء ،انتھز الفرصة للاختلاس.
هرولة
هربت ذاكرتي واختبأت خلف ملفات كثيرة،
راوغتني ورمت في طريقي ملفًّا أسقطني.
رسالة
شاغبته طويلا وهو يقود السيارة، أزعجته،
فتح لها النافذة، لمتخرج واستمرت في عبثها،
فاجأها بلطمة على وجهه، آلمته. وانهت حياتها،
التفت نحو زوجته مبتسًما، غيرت مجرى كلامها.
هزيمه من الداخل
يقترب المساء، يعجل بحلوله تراكمات السحب التي
بدأت تحجبوجه الشمس، جمعت أخواتي بعد أن
أمضينا ساعات داخل المزرعة في اللعب ومطاردة
بنات الشمس والتأرجح على غصن"الأثلة "
المعمرة عند البوابة.
تعاند أختي الصغرى أمر العودة وتجلس على الأرض،
نبتعدعنها مسافة فتعاود الركض نحو نا عندما
ترى جدية الأمر.
تتساقط على رؤوسنا قطرات مطر حالمة تداعبنا بهدوء
و نتلقفهابفرح وسرور، نسرع في العودة إلى المنزل.
تشير الساعة إلى السادسة مساء تعلو ملامح القلق
وجه جدتي ،تطلب مني الاتصال بوالدي للمرة العاشرة
وجواله مغلق، تفرك يديها بتوتر شديد.
وتتمتم"اقترب وقت الحظر" بينما والدتي تواصل الدوران
في ممرات المنزل بخطوات بطيئة ترزح تحت ثقل بطنها
المتدلي إلى الأسفل، تتأوه بشدة قال لها والدي قبل
أن يذهب إلى المدينة لأمر هام "تماسكي حتى أعود".
لم يعد حتى الآن و جواله مغلق.
نامت أختي الصغرى.
جدتي تسألني عن عدد حالات الكورونا هذا اليوم،
تشهق من ضخامة الرقم وتلهج بالدعاء،
تساءلت في نفسي أن كان"كورونا" يعرف الطريق
إلى قريتنا التي تختبئ بين الجبال.
يزداد ألم والدتي تصعد للأعلى، تلحق بها جدتي
وهي توصيني بأخواتي لا أستطيع تفسير مشاعرها
هل تحبنا؟
المؤكد أنهاتحب أبي وكانت تتمنى أن نكون خمسة
أولاد بدلا من البنات.
سمعتها أكثر من مرة وهي تخبر والدي عن مطلقات
وأرامل في القرية أنجبن ذكور وتطلب منه الارتباط بإحداهن
وهو يخبروها "سأنتظر حتى البنت السابعة"
في احد الأيام أسرت جارتنا لوالدتي أنها سوف
تنجب ولد بعدالبنت السابعة، بينما أخبرتني صديقتي
في المدرسة أن أمهاأنجبتها بعد أن كفت عن تناول
حبوب القرع لتصبح البنت الوحيدة بين ستة أولاد،
كنت أضع أمام أمي حب القرع كل يوم.
أبحر خلف توقعي وأترقب، يمر الوقت ولا أعلم ماذا
يدور في الأعلى، أصعد منتصف الدرج ثم اعود، يا رب.
ارتفعت وتيرة القلق والتوتر داخلي أحاول إخفاؤها،
رن جرس الباب أسرعت نحوه لا بدا أنه والدي!
كان عامل المزرعة يحمل سطل الحليب وقد
توارت أسنانه المصفرة خلف الكمامة.
ذابت صرخت أمي مع صوت الرعد وشدة هطول المطر،
سمعناصوت مولود وانتظرنا، يزحف الوقت ببطء
قبل أن تطل جدتي والمولود على يديها وتشير
إليه جاء "صالح"، فرحنا وشعرت أنفرحتي مضاعفة
لأن الهم سوف يغادر أبي بعد ثلاثة عشرعاما
سيناديه الجميع أبو صالح بدون تاء التأنيث.
تعبنا من الفرح والقلق، نام المنزل إلا أنا ظللت
أسبر الطريق من النافذة حتى تجاوز الصبر مداه،
وجدتني أركض خارج المنزل والطريق يتراجع خلفي
وصلت البوابة تسلقت أرجوحتنا كانت لزجة انزلقت
قدمي، هويت في الوحل وغبت عن الوعي.
أفقت على وجه أبي المبتسم، الجميع ينظرون نحوي
حتى الصغير في لفافته أشرت نحوه "صالح" يا أبي.
لم يلتفت وهمس في أذني "كانت فرحتي بك أكبر".
|بنت الريف