صدقا لقد عانينا نحن الشعوب الإسلامية من الازدواجية لفترة طويلة من الزمن ، لم نكن كما يجب ، ولم نحيا حياة طيبة وواعية وذلك لجهلنا ديننا على وجهه الصحيح ولتأثير العادات والتقاليد ، ولدخول كثيرين في الإسلام حاملين عاداتهم وتقاليدهم وتركيبهم الاجتماعي المعقد ، و لاستهدافنا من قبل المستشرقين وغيرهم -وافقنا أم غلفنا أدمغتنا -
فغلب على طرق تعاملنا المجاملات ،بسبب تعاقب الرؤساء واختلاف ثقافاتهم واختلاف النسيج القبائلي والطائفي والعرقي في البلاد العربية مما جعل من النقد جريمة وتعديا مقصودا … وهكذا تراكمت عيوبنا وتعقدت ؛ فكان يجب تدخل الطبيب الذي يشخص المرض في جسد الأمة العربية
سنغضب صدقا ، سنغضب ؛ لأننا لا نتقبل الصراحة ولا المواجهة ولا التشخيص ..
نركض ونحن ننزف ، نرفض التوقف ، أوكي الجرح كآخر العلاج
نرفض أن نتعمق في المرآة ..
هل يصفعنا هذا المسلسل ؟ هل هي عقلية المثقف أم فلسفة المتأمل ؟
هل هي تعاليم اسلامية ؟ أم مبادئ المدينة الفاضلة ؟ الصراحة والشفافية والصدق ؟
هل فعلا نحتاج هذا المبضع أو هذه الصفعة في هذا الوقت تحديدا ؟
عائلة تحت سقف واحد جعلت نفسها شريحة تحت الميكروسكوب شربحة بصل أم طماطم أم جناح صرصور، أو خزعة ،أو خلية مزروعة فالنتيجة هي المقياس
أحببت هذا المسلسل ، وكرهته ،صفقت لأبطاله وبصقت في وجوههم
بكيت وضحكت ، وتألمت ، تعاليت على الألم ، ،احترت ، وقفت إلى صف التقليدين وقلت جرأة وقلة أدب وتجاوز ،فتذكرت أن الإسلام صرح ووضح وناقش أفلا نكون واضحين هنا ونحن نحمل مبضع الجراحين ،ووقفت إلى جوار التقدميين وقلت يجب أن نكون أكثر صراحة وجرأة
لأن الأمانة العلمية وقسم الطبيب حين تخرجه أن يكون صادقا مخلصا لربه ولوطنه ولعمله ..
كيف استطاعت الكاتبة أن تنتقي هدى حسين لو لم تقرأها وتستشف فكرها وثقافتها ومعاناتها ووطنيتها ؟! وهل تحدثت هدى عن المسكوت عنه
مشاكلنا التي لم نعالجها كما يجب -اختطاف فكرنا ، تعالينا وشوفانيتنا ضعفنا ، هيا ياعرب ها أننتم فوق المشرحة الآن خلية خلية
انصدموا ثم أفيقوا ، اغسلوا جروحكم ثم انهضوا ، واجهوا عيوبكم ثم أفيقوا ، عدلوا علاقاتكم و اهتماماتكم دون إفراط أو تفريط ..
أشعر بالحزن على النجمة هدى حسين ؛
ترى كم تحتاج من الوقت كي تغتسل من دورها المعقد في هذا المسلسل من كم المعلومات والعبارات والحكم والمواقف والمواجهات والغوص في الأعماق
لقد تعبنا فكيف بها ؟
كان يجب أن يكون هذا المسلسل إن أردنا الدخول لمرحلة جديدة هو كالرؤية وكالضوء بأن نكون رحما ء ويقظين في نفس الوقت لاقسوة تكسرنا ولا ضعف يعصرنا
أن نبني أسرنا بقوة ونحافظ عليها بجدية
ألا تخدعنا المغريات
ألا نبيع فكرنا
ألا نتبني أفكارا موحدة ونثبت صورا ذهنية
ألا نحتقر جنسا أو عرقا أولونا
والحديث يطول