ارتعشَتْ الشمعة ؛ إنها الريح مرة أخرى. تهاوى الغبار من السقف، بدأ الباب بالتحرك وارتفع صرير مفصلاته الصدئة . اختلطت رائحة التراب بالمطر.
أغلقتْ جدتي الباب بينما المطر يتعاظم .
اقتربت مني تسألني إن كنتُ بخير؟
كان البيت غارقاً في الفوضى. رفعت جدتي الشمعة عالياً وهي تخوض في ماء الحجرة. رأيت في الجدار وجهها الجاف المتشقق . أخرَجتْ نصف جسدها للخارج تستغيث بالجيران. شمّروا سيقان سراويلهم وهم يحملون المتاع المبتل.
قال أحدهم : الأيام القادمة أشد.
ظلّت جدتي تُسَبِّح وتبكي.
بينما جلستُ مرعوباً في مقعدي المتحرك وعيناي مثبتتان في الظلمة فاقداً إحساسي بالمطر...