غَنَّت على غُصنِ الأراكِ حَمامَةٌ
عِندَ الغُروبِ فَهَيَّجَت أشجاني
وطَرِبتُ حِينَ تَرَنَّمَت فأتَيتُها
وسَمِعتُ مِنها أعذَبَ الألحانِ
في صَوتِها ألَمٌ وحُزنٌ قاتِلٌ
أبدَتهُ لم تَصبِر على الكِتمانِ
تَبكي بلا دَمعٍ وتُرسِلُ شَوقَها
لَحناً مَعَ الرُّكبانِ للخِلَّانِ
ذَكَرَت صَبابَتَها وطولَ عناءِها
فكَأنَّما تَشكوا مِنَ الهِجرانِ
وكَأنَّما تَحكي الذي قَد هَدَّني
مِن لَوعَةِ الأحزانِ والحِرمانِ
فَبَكيتُ لَمَّا ذَكَّرَتني بالهوى
وغيابِ مَن أحبَبتُ عَن أحضاني
فَمَسَحتُ أدمُعَ مُقلَتي وتَرَكتُها
ومَشَيتُ في دَربي إلى أوطاني
قَد ذَكَّرَتني بالأحِبَّةِ ليتَها
سَكَتَت وما غَنَّت على الأغصانِ
.....................................