- :
جدة مدينة مشتعلة نشاطا وحركة وطقسا ، تفاجأنا أحيانا بصباح حالم شتاء ، ذلك الزائر الخفيف اللطيف الذي يأتي سريعا ويذهب كعابر حب ؛ تلك الفرصة الحميمة ننتهزها للخروج إلى شاطيء البحر الأحمر ، وأمواجه تلتطم بشاطئ العروس ناشرا بهجة الصباح الحالم على وجوهنا أو قد نزور
مقهى ًأنيقا نجدد عهدا بعيدا به ،
ونتناول كوبين فاخرين من القهوة ونتأمل المطر وهو يعانق زجاج النافذة ونراقب الأطفال وهم يرتدون كنزاتهم الشتائية فرحين .. أوقفنا سيارتنا في المكان المخصص لها، نغمة تنبيه عالية على جوالي ، فتحته كانت رسالة من خرائط جوجل : لقد أتيت إلى هنا قبل ثمانية أشهر ؛ شعرت بالضيق وتساءلت : لماذا يتتبعني جوجل ؟!!
لماذا ينتهك خصوصيتي ؟!!
لم تكن نغمة التنبيه الأولى ولن تكون الأخيرة ، فعندما سجلت في دورة تصميم المواقع في شركة مشهورة بعد بحث طويل عن هذه الدورة وجدت الكثير من الرسائل على موبايلي في الواتس وعلى ايميلي ( بريدي الالكتروني ) تدعوني إلى التسجيل في نفس الدورة وهكذا عندما تشتري طعاما من منصة طعام ما تجد بقية المنصات تمطرك برسائلها دعوة إلى وجبة غداء وكأنك ستتغدى عشر مرات في ذلك اليوم .. إنه شعور مزعج ياسادة وانتهاك خصوصية ولذلك قررت أن أفهم ماالذي يحدث ؟!!
معظم الناس لايعرفون ماذا يحدث لهم لأنهم باختصار وأنا منهم لسنا متخصصين في علوم الكمبيوتر والانترنت والأمن الإليكتروني ووجدت مايعرف بتتبع الكوكيز cookies ويعني سجل التتبع أو سجل التصفح ويستخدمون بيانات التسجيل خاصة الأعضاء من اسم التسجيل user name أو كلمة المرور أو الدخول pass word ليصلوا إليهم من أجل تسويق إعلاناتهم غير عابئين بمدى انزعاجنا وانتهاك خصوصياتنا مع الإلحاح المستمر لشراء سلعهم والرضوخ لمغرياتهم واستخدام اسم التدليل المعروف به في محيطك العائلي أو بين أصدقائك ولعل ذلك مما سهل على النصابين والمحتالين الوصول للفرد العادي وقد أطّلعوا على دخله الشهري أو تابعوا حاجته لقرض أو تسديد مستحقات ويطلبون السجل المدني وكثير من الطيبين يصدقون ذلك سيما وقد كشف أسرارهم بمالا يدع مجالا للشك فيه وهكذا يسقط الكثيرون ضحية الاحتيال بسبب خاصية التتبع مما يحرمنا الراحة وهدوء البال ولذة الاختيار في الشراء حسب ذائقتنا وبمحض ارادتنا ولذلك
( Dont track )
me
لاتتبعني